أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2017
798
التاريخ: 13-4-2017
800
التاريخ: 24-05-2015
1349
التاريخ: 14-5-2018
1325
|
يتضح جليا من السيرة النبوية أن النبي صلى الله عليه واله كان ومنذ فجر الرسالة ، قد أولى شخصا واحدا عناية خاصة ، شخصا كان يرشحه عمقُ وجوده في كيان هذه الرسالة ، اختاره ليعده إعدادا رساليا وقياديا خاصا ، لتتمثل فيه المرجعية الفكرية والزعامة السياسية للتجربة ، وليواصل بعده ـ بمساندة القاعدة الشعبية الواعية من المهاجرين والأنصار ـ قيادة الاُمة وبناءها عقائديا ، وتقريبها باستمرار نحو المستوى الذي يُؤهلها لتحمل المسؤوليات القيادية.
ولم يكن هذا الشخص المرشح للإعداد الرسالي القيادي ، والمنصوب لتسلم مستقبل الرسالة ، وتزعمها فكريا وسياسيا ، إلاّ عليّ بن أبي طالب ، الذي رشحه لذلك عمقُ وجوده في كيان الدعوة ، وإنه المسلم الأول ، والمجاهد الأول في سبيلها عِبَر كفاحها المرير ضد كلّ أعدائها ، وكذلك عمقُ وجوده في حياة القائد الرسول صلى الله عليه واله ، وإنه ربيبُه الذي فتح عينيه في حجره ، ونشأ في كنفهِ ، وتهيأت له من فرص التفاعل معه والاندماج بخطه ، مالم يتوفر لأي إنسان آخر.
والشواهد من حياة النبي والإمام عليّ ، على أنّ النبيّ صلى الله عليه واله كان يعدُّ الإمام إعدادا رساليا خاصا ، كثيرة جدا ، فقد كان النبي يخصه بكثير من مفاهيم الرسالة وحقائقها ، ويبدؤه ، بالعطاء الفكري والتثقيف إذا استنفذ الإمام أسئلته ، ويختلي به الساعات الطوال في الليل والنهار، يفتح عينيه على مفاهيم الرسالة ومشاكل الطريق ، ومناهج العمل إلى آخر يومٍ من حياته الشريفة.
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي إسحاق ، سألتُ القاسم بن العباس ، كيف وَرث عليٌّ رسول اللّه؟ قال : « لأنه كان أولنا به لحوقا وأشدنا به لزوقا ...» (1).
وروى النسائي في الخصائص عن الإمام عليّ أنه يقول : «كانت لي منزلةٌ من رسول اللّه لم تكن لأحدٍ من الخلائق؛ كنتُ أدخل على نبي اللّه كلّ ليلةٍ ، فإن كان يصلي سبّح فدخلت ، وإن لم يكن يصلي أذِنَ لي فدخلت» (2).
وروى أيضا عن الإمام عليّ عليه السلام قوله : « كان لي من النبي مدخلان مدخل بالليل ومدخل بالنهار ...» (3).
وروي عن الإمام أيضا انه كان يقول : « كنتُ إذا سألتُ رسول اللّه اعطيت ، وإذا سكتُّ ابتدأني ...» (4).
ورواه الحاكم في المستدرك أيضا ، وقال : صحيح على شرط الشيخين (5).
وقال أمير المؤمنين في خطبته القاصعة الشهيرة ، وهو يصف ارتباطه الفريد بالرسول القائد ، وعناية النبي بإعداده وتربيته : « وقد علمتم موضعي من رسول اللّه بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره وأنا ولدٌ ، يضمني إلى صدره ، ويكنفني في فراشه ، ويمسني جسده ، ويشمني عرفه ، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه ، وما وجَدَ لي كذبة في قول ، ولا خطلة في فعل...ولقد كنتُ أتّبِعه اتّباع الفصيل أثر أمّه ، يرفع لي في كل يومٍ من أخلاقه علما ، ويأمرني بالاقتداء به ، ولقد كان يجاورُ في كل سنةٍ بحراء ، فأراه ولا يراه غيري ، ولم يجمع بيتٌ واحد يومئذٍ في الإسلام غير رسول اللّه وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نورَ الوحي والرسالة ، وأشمُّ ريح النبوة ...» (6).
وإذا كانت الشواهد كثيرة على أنَّ النبي صلى الله عليه واله كان يعدّ الإمام إعدادا خاصا لمواصلة قيادة الرسالة من بعده ، فالشواهد على إعلان الرسول القائد عن تخطيطه هذا ، وإسناده زعامة الدعوة الفكرية والسياسية رسميا إلى الإمام عليّ عليه السلام لا تقلُّ عنها كثرةً؛ كما نلاحظ ذلك في حديث الدار (7) ، وحديث الثقلين (8) ، وحديث المنزلة (9) ، وحديث الغدير (10) ، وعشرات النصوص النبوية الأخرى (11).
وهكذا وُجد التشيع في إطار الرسالة الإسلامية متمثلاً في هذه الإطروحة النبوية التي وضعها النبي صلى الله عليه واله ـ بأمرٍ من اللّه ـ للحفاظ على مستقبل الرسالة.
وهكذا وُجد التشيع لا كظاهرة طارئة على مسرح الأحداث ، بل كنتيجة ضرورية لطبيعة تكوّن الرسالة وحاجاتها وظروفها الأصلية التي كانت تفرض على الإسلام أن يلدَ (التشيّع) ، وبمعنى آخر كانت تفرض على القائد الأول للتجربة ان يُعدَّ للتجربةِ قائدها الثاني الذي تواصل على يده ويد خلفائه نموها الثوري ، وتقترب نحو اكتمال هدفها التغييري في اجتثاث كل رواسب الماضي الجاهلي وجذوره ، وبناء أمة جديدة على مستوى متطلبات الرسالة ومسؤولياتها.
______________
(1) المستدرك على الصحيحين 3 : 136 / 4633.
(2) السنن الكبرى / النسائي 5 : 140 / 8499 (الخصائص).
(3) السنن الكبرى / النسائي 5 : 141.
(4) المصدر نفسه 5 : 142.
(5) المستدرك 3 : 135 / 4630.
(6) نهج البلاغة ، ضبط الدكتور صبحي الصالح : خ 192.
(7) تاريخ الطبري 2 : 217 ، الكامل في التاريخ 2 : 62 ـ 64 ، السيرة الحلبية 1 : 461 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 13 : 210 ، تاريخ ابن عساكر 1 : 100 / 137 و 138 و 139 شواهد التنزيل 1 : 372 ـ 373 / 514 و 420 / 580 وغيرها.
(8) مسند أحمد 5 : 182 ، 189 و 3 : 17 ، فضائل الصحابة 2 : 603 / 1035 ، صحيح مسلم ـ كتاب فضائل الصحابة 4 : 1873 / 2408 بعدة طرق و 5 : 663 / 3786 و 3788 ، خصائص النسائي : 21 ، مستدرك الحاكم 3 : 148 ، العقد الفريد 4 : 126 ، السيرة الحلبية 3 : 336 ، وغيرها.
(9) مسند أحمد 1 : 173 ، 175 ، 182 ، 184 ، 331 ، صحيح البخاري 5 : 89 / 202 ، صحيح مسلم 4 : 1870 / 2404 من ستة طرق ، الترمذي في كتاب المناقب 5 : 3730 ، مستدرك الحاكم 2 : 337 وغيرها.
(10) مسند أحمد 1 : 88 ، 118 ، 119 (من طريقين) ، فضائل الصحابة 2 : 585 / 991 و 992 و 682 / 1167 ، أسد الغابة 2 : 233 و 3 : 93 و 4 : 28 ، خصائص النسائي 22 ـ 55 وغيرها.
(11) قال 9 : «لأعطين الراية غدا رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ، كرار غير فرار» صحيح البخاري ـ كتاب الفضائل ـ 5 : 87 / 197 و 198 و ـ كتاب المغازي ـ 5 : 279 / 231 ، صحيح مسلم ـ كتاب الفضائل ـ 4 : 1871 / 32 ـ 34 ، سنن الترمذي 5 : 638 / 3724 ، سنن ابن ماجة 1 : 43 / 117 . وغيرها.
وحديث : « إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ... » ، وأشار صلى الله عليه واله إلى علي عليه السلام ، مسند أحمد 3 : 82 ، صحيح ابن حبان 9 : 46 / 6898 ، ومستدرك الحاكم 3 : 123 ووافقه الذهبي وقال : صحيح على شرط الشيخين ، وتاريخ بغداد 8 : 433 ، والبداية والنهاية 7 : 375 وغيرها.
|
|
الآثار الجانبية لأدوية تستخدم في علاج "ألزهايمر" تثير الجدل
|
|
|
|
|
اكتشاف سر نجاة "مخلوقات أبدية" من انفجارات الإشعاع القاتلة
|
|
|
|
موكب أهالي كربلاء يهدي ممثل المرجعية العليا درعا تثمينا للمساهمات الفاعلة والمساندة لإنجاح الفعاليات التي يقيمها خلال المناسبات الدينية
|
|
مراحل متقدمة من الإنجاز يشهدها مشروع مركز الشلل الدماغي في بابل
|
|
الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة: يجب الاهتمام بالباحثين عن العمل ومنحهم الفرص المناسبة عبر الاهتمام بقدراتهم ومؤهلاتهم وإبداعاتهم
|
|
يمتد على مساحة (500) دونم ويستهدف توليد الطاقة الكهربائية.. العتبة الحسينية تعلن عن الشروع بإنشاء مشروع معمل لتدوير النفايات في كربلاء
|