جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام الأنصاري الخزرجي الصحابي العظيم من الأصفياء وخيار المسلمين وفي طليعة المنقطعين لأهل البيت (عليه السلام) وهو آخر من بقي من صحابة النبي (صلى الله عليه واله) وقد روى عنه أبو الزبير المكي قال : سألت جابر بن عبد الله فقلت له : أخبرني أي رجل كان علي بن أبي طالب؟ قال : فرفع حاجبيه عن عينيه ـ وقد كانا سقطا على عينيه ـ فقال : ذلك خير البشر أما والله إن كنا لنعرف المنافقين على عهد رسول الله ببغضهم إياه , وبلغ من عظيم ولائه للامام أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه كان يتوكأ على عصاه ويدور في سكك المدينة ومجالسها وهو يقول : علي خير البشر فمن أبى فقد كفر .. يا معاشر الأنصار أدبوا أولادكم على حب علي .

ومما يدل على عظيم ولائه لأهل البيت (عليه السلام) ما رواه الامام الصادق (عليه السلام) عن آبائه قال : لما نزلت هذه الآية {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] قام رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال : أيها الناس قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه؟ فلم يجبه أحد منهم فانصرف فلما كان من الغد قام فقال : مثل ذلك فلم يجبه أحد فلما كان اليوم الثالث تلكم بمثل ذلك ثم قال : أيها الناس إنه ليس من ذهب ولا فضة ولا مطعم ولا مشرب قالوا : فالقه إذن قال : إن الله تبارك أنزل قوله : {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} فقالوا : أما هذه فنعم قال أبو عبد الله (عليه السلام) فو الله ما وفى بها إلا سبعة نفر سلمان وأبو ذر وعمار والمقداد بن الأسود وجابر بن عبد الله الانصاري ومولى لرسول الله (صلى الله عليه واله) وزيد بن أرقم .

وشهد جابر مع النبي (صلى الله عليه واله) ثمان عشرة غزوة وشهد مع الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) صفين وهو الذي حمل تحيات النبي (صلى الله عليه واله) إلى الامام الباقر .. وقد استغفر له النبي (صلى الله عليه واله) ليلة البعير خمسا وعشرين مرة وكانت له حلقة في المسجد يؤخذ عنه العلم توفى وله من العمر 94 سنة .