أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-4-2016
5334
التاريخ: 10-05-2015
4926
التاريخ: 9-05-2015
5687
التاريخ: 18-4-2016
16223
|
ليس في آثار العرب بالحجاز ما يدلّ على معرفتهم بالكتابة إلاّ قبَيل الإسلام ؛ والسبب في ذلك أنَّ العرب كان قد غلبَ على طباعهم البداوة ، فكانوا في تِرحالٍ وارتحال ، أو حروب وغارات ، وكانت تَصرِفهم عن التفكّر في شؤون الصناعات ، والكتابة من الصناعات الحَضرية .
لكن بعض العرب ممّن رحلوا إلى الشام والعراق في تجارة أو سفارة ، جعلوا يتخلَّقون بأخلاق تلكمُ الأُمم المتحضّرة ، فاقتبسوا منهم الكتابة والخطّ على سبيل الاستعارة ، فعادوا وبعضهم يكتب بالخطّ النبَطي أو الخطّ السرياني ، وظلّ الخطّان معروفَين عند العرب إلى ما بعد الفتح الإسلامي .
وقد تخلّف عن الخطّ النبطي الخطّ النسْخي ـ وهو المعروف اليوم ـ وتخلَّف عن الخطّ السرياني الخطّ الكوفي ، وكان يسمّى الخطّ الحِيري ، نسبة إلى الحيرة ـ مدينة عربية قديمة بجوار الكوفة اليوم ـ ؛ لأنَّ هذا التحوّل حصل فيها ، ثمَّ بعد بناء الكوفة وانتقال الحضارة العربية إليها تحوَّل اسم هذا الخطّ إلى الخطِّ الكوفي ، وظلَّ هذا الخطّ هو المعروف والمتداول بين العرب في فترة طويلة .
والخطّ النبطي ـ المتحوّل إلى الخطّ النسخي ـ تعلَّمَته العرب من حوران ، أثناء تجارتهم إلى الشام ، أمّا الخطّ الحيري أو الكوفي ، فقد تعلَّموه من العراق ، فكانوا يستخدمون القلَمين جميعاً : الأوَّل في المراسلات والكتابات الاعتيادية ، والثاني للكتابات ذوات الشأن : كالقرآن ، والحديث .
ودليلاً على تخلّف الخطّ الكوفي عن السريانية : أنَّهم كتبوا في القرآن ( الكتب ) بدل ( الكتاب ) ، و ( الرحمن ) بدل ( الرحمان ) ، وتلك قاعدة مطَّردة في الخطّ السرياني ، يحذفون الألفات الممدودة في أثناء الكلمة .
جاء الإسلام والخطّ غير معروف عند العرب الحجازّيين ، فلم يكن يعرف الكتابة إلاّ بضعة عشر رجلاً ، واستخدمهم النبي ( صلّى الله عليه وآله ) لكتابة الوحي ، لكنَّه جَعل يُحرِّض المسلمين على تعلّم الخطّ حتّى نَمَوا وكثُروا .
لكن بقي الخطّان ـ النسخ والكوفي ـ هما المعروفين بين المسلمين ، يعملون في تطويرهما وتحسينهما ، حتّى نبغ ابن مُقلة في مفتتح القرن الرابع الهجري ، وأدخلَ في خطّ النسْخ تحسينات فائقة ، وهكذا بلغ الخطّ النسخيّ العربيّ ذروَته في الكمال على نحو ما هو عليه الآن .
وظلّ الخطّ الكوفي ـ على عكس ازدهار الخطّ النسخيّ وتقدّمه ـ يتدهور إلى أن هُجِر تماماً ، وكُتبت المصاحف بعدئذٍ بالخطّ النسخيّ الجميل ، وقد كانت
تُكتب بالخطّ الكوفي نحو قرْنَين أو أكثر (1) .
_______________________
(1) راجع : دائرة معارف القرن العشرين لفريد وجدي : ج3 ، ص621 ، وتاريخ التمدّن الإسلامي لجرجي زيدان : ج3 ، ص58 ـ 60 ، والمقدّمة لابن خلدون : ص417 ـ 421 ، وأصل الخطّ العربي لخليل يحيى نامي : المجلّد الثالث ، والخطّ العربيّ الإسلامي ، لتركي عطية ص 22 ، وانتشار الخطّ العربي لعبد الفتاح عبادة : ص13 ـ 15 ، ومصوُّر الخطّ العربي لناجي المصرف : ص338 ، وتاريخ الخطّ العربي لمحمّد طاهر الكردي : ص 54 .
|
|
الآثار الجانبية لأدوية تستخدم في علاج "ألزهايمر" تثير الجدل
|
|
|
|
|
اكتشاف سر نجاة "مخلوقات أبدية" من انفجارات الإشعاع القاتلة
|
|
|
|
موكب أهالي كربلاء يهدي ممثل المرجعية العليا درعا تثمينا للمساهمات الفاعلة والمساندة لإنجاح الفعاليات التي يقيمها خلال المناسبات الدينية
|
|
مراحل متقدمة من الإنجاز يشهدها مشروع مركز الشلل الدماغي في بابل
|
|
الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة: يجب الاهتمام بالباحثين عن العمل ومنحهم الفرص المناسبة عبر الاهتمام بقدراتهم ومؤهلاتهم وإبداعاتهم
|
|
يمتد على مساحة (500) دونم ويستهدف توليد الطاقة الكهربائية.. العتبة الحسينية تعلن عن الشروع بإنشاء مشروع معمل لتدوير النفايات في كربلاء
|