أمر سليل الخيانة والغدر ابن مرجانة بتقوير رأس الامام (عليه السلام) فتحاماه الناس ولم يجسر أحد الى الاقدام عليه سوى طارق بن مبارك  فاخذ الرأس الشريف ومثل به وقطع منه بعض الأجزاء فقام عمرو بن حريث فقال لابن زياد : قد بلغت حاجتك من هذا الرأس فهب لي ما القيت منه.

- وما تصنع به؟

- اواريه .

فسمح له بذلك فاخذ القطع من رأس الامام ولفها في خرقة ودفنها في داره التي تعرف بدار عمرو بن حريث .

وأمر ابن مرجانة أن يطاف برأس الامام في جميع شوارع الكوفة وازقتها وكان المنادي ينادي قتل الكذاب ابن الكذاب وقد أراد بذلك اعلان النصر واذلال شيعة الامام ولم يدر في خلده انه قد أوسع المجال بذلك لنشر دعوة الامام واتمام رسالته فقد كان رأس الامام يوحي للمسلمين كيف يجب أن تعلو كلمة الحق وكيف تصان رسالة الاسلام , وعلى أي حال فقد طيف برأس ريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أمام أولئك الذين يدعون الاسلام ولم يهبوا للأخذ بثأره يقول دعبل الخزاعي :

رأس ابن بنت محمد ووصيه     يا للرجال على قناة يرفع

والمسلمون بمنظر وبمسمع لا   جازع من ذا ولا متخشع

لقد تخدر المسلمون بشكل رهيب ففقدوا ذاتياتهم واصبحوا اعصابا رخوة خالية من الشعور والاحساس.