المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8827 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


دعاء الامام الحسين يوم عرفة  
  
6790   09:42 صباحاً   التاريخ: 18-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص167-180.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / التراث الحسينيّ الشريف /

هو من أجلّ أدعية أئمة أهل البيت (عليهم السّلام) وأكثرها استيعاباً لألطاف الله ونعمه على عباده وقد روى هذا الدعاء الشريف بشر وبشير الأسديان قالا : كنّا مع الحسين بن علي (عليه السّلام) عشيّة عرفة فخرج (عليه السّلام) من فسطاطه متذللاً خاشعاً فجعل يمشي هوناً هوناً حتّى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل مستقبل البيت ثمّ رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين وقال :

الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع ولا لعطائه مانع ولا كصنعه صانع وهو الجواد الواسع فطر أجناس البدائع وأتقن بحكمته الصنائع لا تخفى عليه الطلائع ولا تضيع عند الودائع ورأيش كل قانع وراحم كل ضارع منزل المنافع والكتاب الجامع بالنور الساطع وهو للدعوات سامع وللكُربات دافع وللدرجات رافع وللجبابرة قامع فلا إله غيره ولا شيء يعدله وليس كمثله شيء وهو السميع البصير اللطيف الخبير وهو على كل شيء قدير ؛ اللّهمّ إنّي أرغب إليك وأشهد بالربوبية لك مقرّاً بأنّك ربّي وإليك مردّي ابتدأتني بنعمتك قبل أن أكون شيئاً مذكوراً وخلقتني من التراب ثم أسكنتني الأصلاب آمناً لريب المنون واختلاف الدهور والسنين فلم أزل ظاعناً من صلب إلى رحم في تقادم من الأيام الماضية والقرون الخالية لم تخرجني لرأفتك بي ولطفك لي وإحسانك إليّ في دولة أئمة الكفر الذين نقضوا عهدك وكذبوا رسلك لكنك أخرجتني رأفة منك وتحنناً للذي سبق لي من الهدى الذي له يسّرتني وفيه أنشأتني ومن قبل ذلك رؤفت بي بجميل صنعك وسوابغ نعمك فابتدعت خلقي من يمني وأسكنتني في ظلمات ثلاث بين لحم ودم وجلد لم تشهدني خلقي ولم تجعل إليّ شيئاً من أمري لم ترضَ لي يا إلهي نعمة دون اُخرى ورزقتني من أنواع المعاش وصنوف الرياش بمنّك العظيم الأعظم عليّ وإحسانك القديم إليّ ؛ حتّى إذا أتممت عليّ جميع النعم وصرفت عنّي كل النقم لم يمنعك جهلي وجرأتي عليك أن دللتني إلى ما يقرّبني إليك ووفّقتني لِما يزلفني لديك فإن دعوتك أجبتني وأن أطعتك شكرتني وإن شكرتك زدتني كل ذلك إكمال لأنعمك عليّ وإحسانك إليّ فسبحانك سبحانك من مبدئ معيد حميد مجيد تقدّست أسماؤك وعظمت آلاؤك فأي نعمك أحصي عدداً! ثمّ أخرجتني للذي سبق لي من الهدى إلى الدنيا تامّاً سوياً وحفظتني في المهد طفلاً صبياً ورزقتني من الغذاء لبناً مريّاً وعطفت عليّ قلوب الحواضن الاُمّهات وكفلتني الاُمّهات الرواحم وكلأتني من طوارق الجان وسلمتني من الزيادة والنقصان فتعاليت يا رحيم يا رحمن ؛ حتّى إذا استهللت ناطقاً بالكلام أتممت عليّ سوابغ الإنعام وربّيتني زائداً في كل عام حتّى إذا اكتملت فطرتي واعتدلت مِرّتي أوجبت عليّ حجّتك بأن ألهمتني معرفتك وروعتني بعجائب حكمتك وأيقظتني لِما ذرأت في سمائك وأرضك من بدائع خلقك ونبّهتني لشكرك وذكرك وأوجبت عليّ طاعتك وعبادتك وفهّمتني ما جاءت به رسلك ويسّرت لي تقبّل مرضاتك ومننت عليّ في جميع ذلك بعونك ولطفكثمّ إذ خلقتني من خير الثرى يا إلهي فأيّ نعمك أحصى عدداً وذكراً؟ أم أيّ عطاياك أقوم بها شكراً وهي يا ربِّ أكثر من أن يحصيها العادون أو يبلغ علماً بها الحافظون؟! ثمّ ما صرفت ودرأت عنّي الّلهمّ من الضر والضراء أكثر مما ظهر لي من العافية والسرّاء وأنا أشهد يا إلهي بحقيقة إيماني وعقد عزمات يقيني وخالص صريح توحيدي وباطن مكنون ضميري وعلائق مجاري نور بصري وأسارير صفحة جبيني وخرق مسارب نفسي وخذاريف مارن عريني ومسارب سماخ سمعي وما ضمّت وأطبقت عليه شفتاي وحركات لفظ لساني ومغرز حنك فمي وفكّي ومنابت أضراسي ومساغ مطعمي ومشربي وحمالة اُمّ رأسي وبلوغ فارغ حبائل عنقي وما اشتمل عليه تامور صدري وحمائل حبل وتيني ونياط حجاب قلبي وأفلاذ حواشي كبدي وما حوته شراسيف أضلاعي وحقاق مفاصلي وقبض عواملي وأطراف أناملي ولحمي ودمي وشعري وبشري وعصبي وقصبي وعظامي ومخّي وعروقي وجميع جوارحي وما انتسج على ذلك أيّام رضاعي وما أقلّت الأرض منّي ونومي ويقظتي وسكوني وحركات ركوعي وسجودي أن لو حاولت واجتهدت مدى الأعصار والأحقاب أن اُؤدّي شكر واحدة من أنعمك ما استطعت ذلك إلاّ بمنّك الموجب عليّ به شكرك أبداً جديداً وثناءً طارفاً عتيداً ؛ أجل ولو حرصت أنا والعادون من أنامك أن نحصي مدى إنعامك سالفة وآنفة ما حصرناه عدداً ولا أحصيناه أمداً هيهات أنّى ذلك! وأنت المخبر في كتابك الناطق والنبأ الصادق : {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل: 18] صدق كتابك اللّهمّ وأنباؤك وبلّغتْ أنبياؤك ورسلك ما أنزلت عليهم من وحيك وشرّعت لهم وبهم من دينك غير أنّي يا إلهي أشهد بجهدي وجدّي ومبلغ طاعتي ووسعي وأقول مؤمناً موقناً : الحمد لله الذي لم يتّخذ ولداً فيكون موروثاً ولم يكن له شريك في ملكه فيضادّه فيما ابتدع ولا ولي من الذلّ فيرفده فيما صنع فسبحانه سبحانه {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22] وتفطّرتا ! سبحان الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد! الحمد لله حمداً يعادل حمد ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين وصلّى الله على خيرته محمد خاتم النبيِّين وآله الطيبين الطاهرين المخلصين وسلّم.

وأخذ الحسين (عليه السّلام) يدعو الله وقد جرت دموع عينيه على سحنات وجهه الشريف وهو يقول : اللّهمّ اجعلني أخشاك كأنّي أراك وأسعدني بتقواك ولا تشقني بمعصيتك وخر لي في قضائك وبارك لي في قدرك حتّى لا اُحبّ تعجيل ما أخّرت ولا تأخير ما عجّلت ؛ اللّهمّ اجعل غناي في نفسي واليقين في قلبي والإخلاص في عملي والنور في بصري والبصيرة في ديني ومتّعني بجوارحي واجعل سمعي وبصري الوارثين منّي وانصرني على مَن ظلمني وأرني فيه ثاري ومآربي وأقرّ بذلك عيني .

اللّهمّ اكشف كربتي واستر عورتي واغفر لي خطيئتي واخسأ شيطاني وفكّ رهاني واجعل لي يا إلهي الدرجة العليا في الآخرة والاُولى .

اللّهمّ لك الحمد كما خلقتني فجعلتني سميعاً بصيراً ولك الحمد كما خلقتني فجعلتني خلقاً سوياً ؛ رحمة بي وقد كنت عن خلقي غنياً ؛ ربّ بما برأتني فعدلت فطرتي ربّ بما أنشأتني فأحسنت صورتي ربّ بما أحسنت إليّ وفي نفسي عافيتي ربّ بما كلأتني ووفّقتني ربّ بما أنعمت عليّ فهديتني ربّ بما أوليتني ومن كلِّ خير أعطيتني ربّ بما أطعمتني وسقيتني ربّ بما أغنيتني وأفنيتني ربّ بما أعنتني وأعززتني ربّ بما ألبستني من سترك الصافي ويسّرت لي من صنعك الكافي صلِّ على محمد وآل محمد وأعنّي بوائق الدهور وصروف الليالي والأيّام ونجّنا من أهوال الدنيا وكربات الآخرة واكفني شرّ ما يعمل الظالمون في الأرض.

اللّهمّ ما أخاف فاكفني وما أحذر فقني وفي نفسي وديني فاحرسني وفي سفري فاحفظني وفي أهلي ومالي فاخلفني وفيما رزقتني فبارك لي وفي نفسي فذلّلني وفي أعين الناس فعظّمني ومن شرِّ الجن والإنس فسلّمني وبذنوبي فلا تفضحني وبسريرتي فلا تخزني وبعملي فلا تبتلني ونعمك فلا تسلبني وإلى غيرك فلا تكلّني . إلهي إلى مَن تكلّني؟ إلى قريب فيقطعني أم إلى بعيد فيتجهمني أم إلى المستضعفين لي وأنت ربّي ومليك أمري؟ أشكو إليك غربتي وبُعد داري وهواني على مَن ملكته أمري ؛ إلهي فلا تحلل عليّ غضبك ؛ فإن لم تكن غضبت عليّ فلا اُبالي سواك .

سبحانك! غير أنّ عافيتك أوسع لي فأسألك يا ربّ بنور وجهك الذي أشرقت له الأرض والسماوات وكشف به الظلمات وصلح به أمر الأوّلين والآخرين أن لا تميتني على غضبك ولا تنزل بي سخطك لك العتبى حتّى ترضى قبل ذلك لا إله إلاّ أنت ربّ البلد الحرام والمشعر الحرام والبيت العتيق الذي أحللته البركة وجعلته للناس أمناً ؛ يا مَن عفا عن عظيم الذنوب بحلمه يا مَن أسبغ النعماء بفضله يا مَن أعطى الجزيل بكرمه يا عدّتي في شدّتي يا صاحبي في وحدتي يا غياثي في كربتي يا وليي في نعمتي يا إلهي وإله آبائي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وربّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وربّ محمد خاتم النبيين وآله المنتجبين منزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ومنزل كهيعص وطه ويس القرآن الحكيم أنت كهفي حين تعييني المذاهب في سعتها وتضيق بي الأرض برحبها ولولا رحمتك لكنتُ من الهالكين وأنت مقيل عثرتي ولولا سترك إيّاي لكنت من المفضوحين وأنت مؤيّدي بالنصر على أعدائي ولولا نصرك إيّاى لكنت من المغلوبين ؛ يا مَن خصّ نفسه بالسموّ والرفعة فأولياؤه بعزّه يعتزّون يا مَن جعلت له الملوك نير المذلّة على أعناقهم فهم من سطواته خائفون يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وغيب ما تأتي به الأزمنة والدهور يا مَن لا يعلم كيف هو إلاّ هو يا مَن لا يعلم ما هو إلاّ هو يا مَن كبس الأرض على الماء وسدّ الهواء بالسماء يا مَن له أكرم الأسماء يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبداً ؛ يا مقيض الركب ليوسف في البلد القفر ومخرجه من الجب وجاعله بعد العبودية ملكاً يا رادّه على يعقوب بعد أن ابيضّت عيناه من الحزن فهو كظيم يا كاشف الضرّ والبلوى عن أيوب وممسك يدي إبراهيم عن ذبح ابنه بعد كبر سنّه وفناء عمره يا مَن استجاب لزكريا فوهب له يحيى ولم يدعه فرداً وحيداً يا مَن أخرج يونس من بطن الحوت يا مَن فلق البحر لبني إسرائيل فأنجاهم وجعل فرعون وجنوده من المغرقين يا مَن أرسل الرياح مبشّرات بين يدي رحمته يا مَن لم يعجل على مَن عصاه من خلقه يا مَن استنقذ السحرة من بعد طول الجحود وقد غدوا في نعمته يأكلون رزقه ويعبدون غيره وقد حادوه ونادوه وكذبوا رسله يا الله يا الله. يا بدئ يا بديع لا ندّ لك يا دائماً لا نفاد لك يا حيّاً حين لا حي يا محي الموتى يا مَن هو قائم على كل نفس بما كسبت يا مَن قلّ له شكري فلم يحرمني وعظمت خطيئتي فلم يفضحني ورآني على المعاصي فلم يشهرني يا مَن حفظني في صغري يا مَن رزقني في كبري يا مَن أياديه عندي لا تحصى ونعمه لا تجازى يا مَن عارضني بالخير والإحسان وعارضته بالإساءة والعصيان يا مَن هداني للإيمان من قبل أن أعرف شكر الامتنان يا مَن دعوته مريضاً فشفاني وعرياناً فكساني وجائعاً فأشبعني وعطشانَ فأرواني وذليلاً فأعزّني وجاهلاً فعرّفني ووحيداً فكثّرني وغائباً فردّني ومقلاًّ فأغناني ومنتصراً فنصرني وغنيّاً فلم يسلبني وأمسكت عن جميع ذلك فابتدأني فلك الحمد والشكر ؛ يا مَن أقال عثرتي ونفّس كربتي وأجاب دعوتي وستر عورتي وغفر ذنوبي وبلغني طلبتي ونصرني على عدويّ وإن أعدّ نعمك ومننك وكرائم منحك لا أحصيها أنت الذي أجملت أنت الذي أفضلت أنت الذي أكملت أنت الذي رزقت أنت الذي وفّقت أنت الذي أعطيت أنت الذي أغنيت أنت الذي أقنيت أنت الذي آويت أنت الذي كفيت أنت الذي هديت أنت الذي عصمت أنت الذي سترت أنت الذي غفرت أنت الذي أقلت أنت الذي مكّنت أنت الذي أعززت أنت الذي أعنت أنت الذي عضدت أنت الذي أيّدت أنت الذي نصرت أنت الذي شفيت أنت الذي عافيت أنت الذي أكرمت تباركت وتعاليت فلك الحمد دائماً ولك الشكر واصباً أبداً ثمّ أنا يا إلهي المعترف بذنوبي فاغفرها لي ؛ أنا الذي أسأت أنا الذي أخطأت أنا الذي هممت أنا الذي جهلت أنا الذي غفلت أنا الذي سهوت أنا الذي اعتمدت أنا الذي تعمّدت أنا الذي وعدت أنا الذي أخلفت أنا الذي نكثت أنا الذي أقررت أنا الذي اعترفت بنعمتك عليّ وعندي وأبوء بذنوبي فاغفرها لي ؛ يا مَن لا تضرّه ذنوب عباده وهو الغني عن طاعتهم والموفّق مَن عمل صالحاً منهم بمعونته ورحمته فلك الحمد إلهي وسيّدي .

إلهي أمرتني فعصيتك ونهيتني فارتكبت نهيك فأصبحت لا ذا براءة فاعتذر ولا ذا قوة فانتصر فبأي شيء استقبلك يا مولاي؟! أبسمعي أم ببصري أم بلساني أم بيدي أم برجلي؟ أليس كلها نعمك عندي وبكلها عصيتك؟! يا مولاي فلك الحجة والسبيل عليّ ؛ يا مَن سترني من الآباء والاُمّهات أن يزجروني ومن العشائر والإخوان أن يعيروني ومن السلاطين أن يعاقبوني ولو اطّلعوا يا مولاي على ما اطّلعت عليه منّي إذاً ما أنظروني ولرفضوني وقطعوني فها أنا ذا يا إلهي بين يديك يا سيّدي خاضع ذليل حصير حقير لا ذو براءة فأعتذر ولا ذو قوة فأنتصر ولا حجة فاحتجّ بها ولا قائل لَم اجترح ولم أعمل سوءاً وما عسى الجحود ولو جحدت يا مولاي ينفعني! كيف وأنّى ذلك وجوارحي كلّها شاهدة عليّ بما قد عملت وعلمت يقيناً غير ذي شكّ أنّك سائلي من عظائم الأمور وأنّك الحكم العدل الذي لا تجور وعدلك مهلكي ومن كل عدلك مهربي ؛ فإن تعذّبني يا إلهي فبذنوبي بعد حجّتك عليّ وإن تعفُ عنّي فبحلمك وجودك وكرمك لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الوجلين لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الراجين لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الراغبين لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من المهلّلين لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من السائلين لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من المسبّحين لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من المكبّرين لا إله إلاّ أنت سبحانك ربّي وربّ آبائي الأوّلين.

اللّهمّ هذا ثنائي عليك ممجّداً وإخلاصي لذكرك موحداً وإقراري بآلائك معدداً وإن كنت مقرّاً أنّي لم أحصها لكثرتها وسبوغها وتظاهرها وتقادمها إلى حادث ما لم تزل تتعهّدني به معها منذ خلقتني وبرأتني من أوّل العمر من الإغناء بعد الفقر وكشف الضر وتسبيب اليسر ودفع العسر وتفريج الكرب والعافية في البدن والسلامة في الدين. ولو رفدني على قدر ذكر نعمتك جميع العالمين من الأوّلين والآخرين ما قدرت ولا هم على ذلك تقدّست وتعاليت من ربّ كريم عظيم رحيم لا تحصى آلاؤك ولا يبلغ ثناؤك ولا تكافئ نعماؤك صلِّ على محمد وآل محمد وأتمم علينا نعمك وأسعدنا بطاعتك سبحانك لا إله إلاّ أنت.

اللّهمّ إنّك تجيب المضطر وتكشف السوء وتغيث المكروب وتشفي السقيم وتغني الفقير وتجبر الكسير وترحم الصغير وتعين الكبير وليس دونك ظهير ولا فوقك قدير وأنت العلي الكبير. يا مطلق المكبل الأسير يا رازق الطفل الصغير يا عصمة الخائف المستجير يا مَن لا شريك له ولا وزير صلّ على محمد وآله محمد وأعطني في هذه العشيّة أفضل ما أعطيت وأنلت أحداً من عبادك ومن نعمة توليها وآلاء تجددها وبلية تصرفها وكربة تكشفها ودعوة تسمعها وحسنة تتقبّلها وسيّئة تتغمّدها إنّك لطيف بما تشاء خبير وعلى كل شيء قدير.

اللّهمّ انك أقرب مَن دعي وأسرع مَن أجاب وأكرم مَن عفا وأوسع مَن أعطى وأسمع مَن سُئل يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ليس كمثلك مسؤول ولا سواك مأمول ؛ دعوتك فأجبتني وسألتك فأعطيتني ورغبت إليك فرحمتني ووثقت بك فنجّيتني وفزعت إليك فكفيتني اللّهمّ فصلّ على محمد عبدك ورسولك ونبيّك وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين وتمّم لنا نعماءك وهنّئنا عطاءك واكتبنا لك شاكرين ولآلائك ذاكرين آمين آمين رب العالمين.

اللّهمّ يا مَن ملك فقدر وقدر فقهر وعصي فستر واستغفر فغفر يا غاية الطالبين الراغبين ومنتهى أمل الراجين. يا مَن أحاط بكل شيء علماً ووسع المستقيلين رأفةً ورحمةً وحلماً. اللّهمّ إنّا نتوجّه إليك في هذه العشيّة التي شرّفتها وعظّمتها بمحمد نبيّك ورسولك وخيرتك من خلقك وأمينك على وحيك البشير النذير السراج المنير الذي أنعمت به على المسلمين وجعلته رحمة للعالمين اللّهمّ فصلّ على محمد وآله محمد كما محمد أهلٌ لذلك منك يا عظيم فصلّ عليه وعلى آله المنتجبين الطيبين الطاهرين أجمعين وتغمدنا بعفوك عنّا فإليك عجّت الأصوات بصنوف اللغات فاجعل لنا اللّهمّ في هذه العشيّة نصيباً من كل خير تقسمه بين عبادك ونوراً تهدي به ورحمة تنشرها وبركة تنزلها وعافية تجللها ورزقاً تبسطه يا أرحم الراحمين.

اللّهمّ اقبلنا في هذا الوقت منجحين مفلحين مبرورين غانمين ولا تجعلنا من القانطين ولا تخلنا من رحمتك ولا تحرمنا ما نؤمله من فضلك ولا تجعلنا من رحمتك محرومين ولا لفضل ما نؤمله من عطائك قانطين ولا تردّنا خائبين ولا من بابك مطرودين يا أجود الأجودين وأكرم الأكرمين إليك أقبلنا موقنين ولبيتك الحرام آمّين قاصدين فأعنّا على مناسكنا وأكمل لنا حجّنا واعف عنّا وعافنا فقد مددنا إليك أيدينا فهي بذلّة الاعتراف موسومة ؛ اللّهمّ فأعطنا في هذه العشيّة ما سألناك واكفنا ما استكفيناك فلا كافي لنا سواك ولا ربّ لنا غيرك نافذ فينا حكمك محيط بنا علمك عدل فينا قضاؤك اقض لنا الخير واجعلنا من أهل الخير. اللّهمّ أوجب لنا بجودك عظيم الأجر وكريم الذخر ودوام اليسر واغفر لنا ذنوبنا أجمعين ولا تهلكنا مع الهالكين ولا تصرف عنّا رأفتك ورحمتك يا أرحم الراحمين. اللّهمّ اجعلنا في هذا الوقت ممّن سألك فأعطيته وشكرك فزدته وتاب إليك فقبلته وتنصّل إليك من ذنوبه كلّها فغفرتها له يا ذا الجلال والإكرام.

اللّهمّ ونقنا وسددنا وأقبل تضرّعنا يا خير مَن سُئل ويا أرحم مَن استرحم يا مَن لا يخفى عليه إغماض الجفون ولا لحظ العيون ولا ما استقرّ في المكنون ولا ما انطوت عليه مضمرات القلوب ألا كل ذلك قد أحصاه علمك ووسعه حلمك سبحانك وتعاليت عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً! تسبّح لك السموات السبع والأرضون ومَن فيهن وإن من شيء إلاّ يسبح بحمدك فلك الحمد والمجد وعلو الجد يا ذا الجلال والإكرام والفضل والإنعام والأيادي الجسام وأنت الجواد الكريم الرؤوف الرحيم ؛ اللّهمّ أوسع عليّ من رزقك الحلال وعافني في بدني وديني وآمن خوفي واعتق رقبتي من النار ؛ اللّهمّ لا تمكر بي ولا تستدرجني ولا تخدعني وادرأ عنّي شرّ فسقة الجن والإنس .

ثمّ رفع بصره إلى السماء وقال برفيع صوته : يا أسمع السامعين يا أبصر الناظرين ويا أسرع الحاسبين ويا أرحم الراحمين صلّ على محمد وآل محمد السادة الميامين وأسألك اللّهمّ حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرنّي ما منعتني وإن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني أسألك فكاك رقبتي من النار لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك لك الملك ولك الحمد وأنت على كل شيء قدير يا رب يا رب.

وأثّر هذا الدعاء تأثيراً عظيما في نفوس مَن كان مع الإمام فاتّجهوا بقلوبهم وعواطفهم نحوه يستمعون دعاءه وعلت أصواتهم بالبكاء معه وذهلوا عن الدعاء لأنفسهم في ذلك المكان الذي يستحب فيه الدعاء ويقول الرواة إنّ الإمام استمرّ يدعو حتّى غربت الشمس فأفاض إلى (المزدلفة) وفاض الناس معه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






جامعة الكفيل تكرم الفائزين بأبحاث طلبة كلية الصيدلة وطب الأسنان
مشروع التكليف الشرعي بنسخته السادسة الورود الفاطمية... أضخم حفل لفتيات كربلاء
ضمن جناح جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة المجمع العلمي يعرض إصداراته في معرض تونس الدولي للكتاب
جامعة الكفيل تعقد مؤتمرها الطلابي العلمي الرابع