أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-3-2016
1954
التاريخ: 15-11-2014
2285
التاريخ: 15-10-2014
1600
التاريخ: 15-10-2014
5504
|
من الاسرائيليات ما ذكره بعض المفسرين ، عند تفسير قوله تعالى : { قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [النمل : 44] .
فـقـد ذكر ابن جرير ، والثعلبي ، والبغوي ، والخازن ، وغيرهم (ان سليمان اراد ان يتزوجها ، فـقـيل له : ان رجليها كحافر الحمار ، وهي شعراء الساقين ، فأمرهم ، فبنوا له هذا القصر على هذه الـصفة ، فلما راته حسبته لجّة ، وكشفت عن ساقيها لتخوضه ، فنظر سليمان ، فاذا هي احسن الناس قـدمـاً وسـاقـاً ، إلا أنـهـا كـانـت شـعراء الساقين ، فكره ذلك ، فسأل الأنس ، ما يذهب هذا؟ قالوا : الـمـوسـى (1) ، فـقـالت بلقيس : لم تمسني حديدة قط ، وكره سليمان ذلك ، خشية ان تقطع سـاقـيـهـا ، فسأل الجن ، فقالوا : لا ندري ، ثم سأل الشياطين فقالوا : انا نحتال لك حتى تكون كالفضة البيضاء ، فاتخذوا لها النورة (2) و الحمام ، فكانت النورة والحمام من يومئذ) (3) .
وقـد روي هـذا عـن ابـن عـبـاس ـ رضوان اللّه عليه ـ ومجاهد ، وعكرمة ، ومحمد بن كعب القرظي ، والسدي ، وابن جريج وغيرهم .
وروي ايـضـاً انـها سألت سيدنا سليمان عن أمرين ، قالت له : أريد ماءً ليس من أرض ولا من سماءٍ!! فسأل سليمان الأنس ، ثم الجن ، ثم الشياطين ، فقالت الشياطين : هذا هين ، أجرِ الخيل ، ثم خذ عرقها ، ثم أملأ منه الآنية ، فأمر بالخيل فأجريت ، ثم أخذ العرق ، فملأ منه الآنية !!
وسـألـته عن لون اللّه عزوجل فوثب سليمان عن سريره ، وفزع من السؤال ، وقال : لقد سألتني يا رب عن أمر ، إنه ليتعاظم في قلبي أن أذكره لك ، ولكن اللّه أنساه ، وأنساهم ما سألته عنه .
وان الـشـيـاطـيـن خافوا لو تزوجها سليمان ، وجات بولد ، ان يبقوا في عبوديته ، فصنعوا له هذا الـصـرح الـمـمـرد (4) ، فظنّته ماءً ، فكشفت عن ساقيها لتعبره ، فإذا هي شعراء ، فاستشارهم سليمان ، ما يذهبه ؟ فجعلت له الشياطين النورة (5) .
قال ابن كثير في تفسيره ، بعد ان ذكر بعض المرويات : والأقرب في مثل هذه السياقات أنها متلقاة عـن أهـل الكتاب ، مما وجد في صحفهم ، كرواية كعب ، ووهب ، فيما نقلاه الى هذه الأمة من أخبار بني اسرائيل من الأوابد (6) ، والغرائب ، و العجائب مما كان ، وما لم يكن ، ومما حُرّف ، وبُدّل ، ونُسخ . وقد أغنانا اللّه عن ذلك بما هو اصح منه ، وأنفع ، وأوضح ، و أبلغ ، وللّه الحمد والمنة .
و لـحق ان سليمان (عليه السلام) أراد ببنائه الصرح أن يريها عظمة ملكه ، وسلطانه ، وان اللّه ـ سبحانه وتعالى ـ أعطاه من الملك ، ومن أسباب العمران والحضارة ما لم يعطها ، فضلاً عن النبوة التي هي فوق الملك ، والتي دونها آية نعمة ، وحاشا لسليمان (عليه السلام) وهو الذي سأل اللّه ان يعطيه حكماً يوافق حكمه ـ أي اللّه ـ ، فأوتيه ان يتحايل هذا التحايل ، حتى ينظر الى ما حرم اللّه عليه ، وهما ساقاها ، وهو أجل من ذلك وأسمى .
و لولا أنها رأت من سليمان ما كان عليه من الدين المتين ، والخُلق الرفيع ، لما أذعنت إليه لما دعاها الى اللّه الواحد الحق ، و لما ندمت على ما فرط منها من عبادة الكواكب والشمس ، وأسلمت مع سليمان للّه رب العالمين .
_____________________
1- المراد ، الموسى التي تزيل الشعر .
2- مادة يزال بها الشعر .
3- كذب ظاهر ، كأن النورة والحمام لم يكونا إلا لها ، وكأن سليمان عليه السلام لم يكن هم إلا إزالة شعر ساقيها ، وهو تجنٍّ صارخ على الأنبياء ، وإظهارهم بمظهر المتهالك على النساء ومحاسنهن ، فقبح الله اليهود وسامح الله المتسالمين لهم !
4- الصرح هو القصر المشيد المحكم البناء ، المرتفع في السماء ، والممرد : الناعم الأملس . القوارير : الزجاج الشديد الصفاء .
5- تفسير ابن كثير ، ج3 ، ص366 ؛ تفسير البغوي ، ج3 ، ص421 و422 .
6- جمع آبده ، وهي الأمور المشكلة البعيدة المعاني ، وأصل الآبدة : النافرة من الوحش التي يستعصى أخذها ، ثم شبه بها الكلام العويص المعاني .
|
|
صنع الذكريات والتفكير يدمر الدماغ.. دراسة تشرح السبب
|
|
|
|
|
الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشافية إلى القطب الجنوبي
|
|
|
|
جامعة الكفيل تكرم الفائزين بأبحاث طلبة كلية الصيدلة وطب الأسنان
|
|
مشروع التكليف الشرعي بنسخته السادسة الورود الفاطمية... أضخم حفل لفتيات كربلاء
|
|
ضمن جناح جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة المجمع العلمي يعرض إصداراته في معرض تونس الدولي للكتاب
|
|
جامعة الكفيل تعقد مؤتمرها الطلابي العلمي الرابع
|