المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16314 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
2024-04-20
لماذا اختير الكلام ان يكون معجزا ؟
2024-04-20
مكمن الإعجاز في القرآن الكريم عند اهل البيت
2024-04-20
تعريف بعدد من الكتب / جواب أهل الحائر.
2024-04-20
تعريف بعدد من الكتب / تفسير علي بن إبراهيم القمّي.
2024-04-20
شهر رمضان.
2024-04-20

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


نبي الإسلام مذنب بصريح القران  
  
8325   11:52 صباحاً   التاريخ: 11-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج7 , ص117-129.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / شبهات وردود /

هناك آيات قرآنية مختلفة تثير التساؤلات حول مسألة عصمة نبي الإسلام صلى الله عليه و آله، فيما يلي أهمّها :

أ) {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً* لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً} (الفتح/ 1- 2).

بما أنّ كلمة «الذنب» تعني المعصية، إذن فكيف ينسجم هذا المعنى مع العصمة والمنزلة الرفيعة لهذا النبي العظيم؟

للمفسّرين أبحاث كثيرة وآراء متنوّعة في معرض إجابتهم عن هذا السؤال، من جملتها :

إنّ المراد هو ترك الأولى ليس إلّا، والذي لا يتنافى أبداً مع مقام العصمة، إذ إنّ الإنسان حينما يرجّح المهمّ على الأهمّ والحسن على الأحسن يقال له : لقد «ترك الأولى». (تأمّل جيّداً)، إذ إنّه وفضلًا عن عدم ارتكابه لذنب فقد أدّى مستحبّاً أيضاً، غاية ما في الأمر أنّه كان هناك مستحبّ أقوى ممّا أدّاه، وإطلاق الذنب والمعصية على مثل هذا العمل إنّما هو لعلو مقامه إذ كما قلنا : «حسنات الابرار سيئات المقربين».

الآخر هو أنّ المراد بالذنب هو معصية الامّة (وبناءً على هذا ففي الآية شي‏ء مقدّر وهو كلمة «الامّة»)، أي (من ذنب امّتك ..).

وقول ثالث يشير إلى‏ أنّ المراد به الذنوب التي ارتكبت في حقّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، (إذ إنّ للذنب معنىً مصدريّاً يضاف أحياناً إلى‏ الفاعل واخرى إلى‏ المفعول)، ومن المسلّم أنّ الأعداء لم يتمكّنوا من تكرار ارتكاب نفس تلك المظالم والذنوب، التي ارتكبوها في حقّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله قبل فتح مكّة.

لكن ما عدا التفاسير الثلاثة المتقدّمة وتفاسير اخرى أهملناها لعدم أهميّتها، فلدينا تفسير أنسب وأكثر انسجاماً مع مضمون ومحتوى الآيات المذكورة والقرائن الموجودة فيها، وذلك من جهات شتّى، كما ويتلاءم مع روايات المعصومين عليهم السلام أيضاً :

توضيح ذلك : لغرض فهم معنى الآية يجب التركيز على التعابير السابقة واللاحقة لها، بالإضافة إلى‏ التعابير التي تتضمّنها الآيات نفسها، إذ تمّ التصريح في هذه الآية بوجود علاقة بين «الفتح» المذكور وغفران هذه الذنوب، يقول تعالى : إنّ الهدف من هذا «الفتح المبين» (صلح الحديبية أو فتح مكّة على حدّ قول البعض) هو أن يغفر اللَّه ذنوبك السابقة واللاحقة.

علاوة على هذا، فغفران الذنوب السابقة معلوم، امّا الذنوب التي لم ترتكب بعد فكيف تشملها المغفرة الإلهيّة، ألا يفهم من هذا الكلام إعطاء الضوء الأخضر بجواز ارتكاب أي ذنب في المستقبل؟ فهل هذا الأمر منطقي ومعقول؟!

من خلال التدقيق في هاتين الملاحظتين يمكننا إدراك المفهوم الواقعي للآية، وهو أنّ من الطبيعي عند حدوث ثورة إلهيّة فسوف يتعرّض ذوو المصالح اللامشروعة للخطر بسببها، ومنهم المؤيّدون للعادات الخرافية، والمتعصّبون بلا دليل، والمتحجّرون الجامدون الذين يجدون عقائدهم الخاطئة مهددة بالخطر والزوال، فسوف يقفون في وجه تلك الثورة بكلّ قوّة، ونراهم ينسبون إليها كلّ ما هو مُشين، لغرض إجهاضها وإخمادها، فيصطنعون‏ ضدّها الأكاذيب، ويلصقون بها التّهم، وينسبون لقائدها شتّى الرذائل، من جملتها أنّه قد أحدث الفرقة وشقّ وحدة الصفّ، وأهان المقدّسات، ولا يرمي سوى الوصول إلى‏ السلطة والحكومة واستعباد الناس ونيل المنزلة والثروة، وأنّه آلة بيد الآخرين ومنفذ لأهداف الأجانب!! فلو لم يحالف النجاح هذه الثورة، فانّ هذه التّهم تتعاظم شيئاً فشيئاً بدل انحسارها وتوقّفها، وبديهي أنّ فشلها يعدّ بمثابة الدليل على صدق هذه الإدّعاءات.

لكن حينما انتصرت الثورة بلطف الرعاية الإلهيّة، وتم القضاء على العادات الخرافية، وتلاشت المصالح الشخصية اللامشروعة، واتّضحت حقّانية دعوة ذلك القائد السماوي، فسرعان ما تبدّدت كلّ تلك الإساءات التي نُسبت إليه والإتّهامات الباطلة سواء المتعلّقة منها بالماضي أو التي كان من المقرّر طرحها في المستقبل، وحلّ الندم والاسف محلّ التهجّمات والإتّهامات الزائفة، وخسِئ حتّى المنافقون الذين أعمى اللَّه أبصارهم، والمتعصّبون الذين يعاندون ولا يؤمنون، لأنّهم أيقنوا بالفشل أمام هذه الحقيقة.

ولذا يقول تعالى للنبي صلى الله عليه و آله‏ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً* لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} (أي ممّا كانوا يعدّونه ذنباً وممّا سيرمونك من تهمة الذنب) «1».

ومن هنا يتّضح السبب وراء نسبة هذا الغفران إلى‏ اللَّه، باعتباره هو الذي هيّأ مقدّمات هذا الغفران، والتي هي عبارة عن نفس ذلك «الفتح المبين».

والملفت هنا هو انّنا نجد هذا المطلب متجسّداً بكلّ وضوح في حديث عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام في كتاب «عيون أخبار الرضا»، حيث قال عند ردّه على سؤال المأمون عن كيفية تناسب هذه الآية مع درجة عصمة الأنبياء : «لم يكن أحد عند مشركي مكّة أعظم ذنباً من رسول اللَّه، ثمّ يضيف موضّحاً ذلك قائلًا : وحيث إنّهم كانوا يعبدون ثلاثمائة وستّون صنماً، فحينما دعاهم النبي صلى الله عليه و آله إلى‏ التوحيد شقّ عليهم ذلك كثيراً وقالوا باستغراب، هل تستبدل كلّ آلهتنا بإله واحد؟ ياللعجب؟! كما أضاف قائلًا : (فلمّا فتح اللَّه‏ تعالى على نبيّه مكّة قال له يا محمّد إنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك اللَّه ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر عند مشركي أهل مكّة، بدعائك توحيد اللَّه فيما تقدّم وما تأخّر لأنّ مشركي مكّة أسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكّة، ومن بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد إذ دعا الناس إليه فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفوراً بظهوره عليهم).

فحينما سمع المأمون هذا التفسير قال : للَّه ‏درّك ياأبا الحسن! «2».

كما ورد نفس هذا المعنى بعبارات اخرى في حديث عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام، رواه السيّد ابن طاووس في كتاب «سعد السعود»، وهو : أنّ قريشاً وأهل مكّة قد نسبوا الكثير من الذنوب إلى‏ نبي الإسلام صلى الله عليه و آله قبل الهجرة وبعدها، وحينما تمّ فتح مكّة وتعامل النبي الأكرم صلى الله عليه و آله بتلك الرأفة مع أعدائه المعاندين، غضّوا الطرف عن كلّ تلك الذنوب التي كانوا قد نسبوها إليه‏ «3».

وأخيراً يقول القرآن : {وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً}.

واضح أنّ نعمة اللَّه قد اكتملت ليس فقط بالنسبة للنبي، بل لكلّ المجتمعات الإسلامية عن طريق هذا الفتح العظيم، فلقد خسر أعداء الإسلام وإلى‏ الأبد، بينما مهّد الطريق لمسير النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، وكافّة المسلمين لتقدّم أكبر.

ب) نقرأ في آية أخرى أنّ اللَّه يخاطب النبي الأكرم صلى الله عليه و آله قائلًا : {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} [التوبة : 43].

أو ليس التعبير ب «العفو» من جهة و «العتاب والملامة»، والإستغفار عن سبب ترخيصه لهم من جهة أخرى، دليلًا على أنّ سماح النبي لبعض المنافقين بعدم الإشتراك في القتال كان عملًا مخالفاً؟ هل تتلاءم هذه الآية مع درجة عصمة هذا النبي العظيم؟

اللطيف هو أنّ اللَّه أشار في هذه الآية إلى‏ العفو أوّلًا ثمّ يأتي العتاب، لكن البعض من المغفّلين تناول هذا الموضوع بشكل مسي‏ء حتّى اعتبر الآية دليلًا على صدور الذنوب من النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، دون الإلتفات إلى‏ لطف هذا البيان الإلهي الذي أشرنا إليه! من جملتهم «الزمخشري» في «الكشّاف» حيث قال في تفسير هذه الآية : «جملة عفا اللَّه عنك كناية عن الجناية لأنّ العفو مرادف لها ومعناه : أخطأت وبئس ما فعلت» «4».

لكنّه لو تأمّل أكثر في محتوى الآية وصدرها وذيلها، والتعابير الواردة فيها لأدرك أنّ كلمة العفو والعتاب إنّما هي في الحقيقة لبيان سوء معاملة المنافقين للنبي صلى الله عليه و آله، وتوجيه الكلام إليه صلى الله عليه و آله إنّما هو نوع من التعبير الكنائي اللطيف لبيان واقعة خطيرة.

وتوضيح ذلك : يخاطب الإنسان أحياناً أحد أصدقائه ويعاتبه لأنّه لم يَدَع الشخصَ الفلانيَّ يُفتَضَح وتُبيّن حقيقتُه للناس! في حين أنّ هذا العتاب والخطاب يعدّ مقدّمة لانتقاد شخص ثالث في حقيقة الأمر.

ويمكن توضيح هذا الموضوع بضرب مثال بسيط : لو فرضنا أنّ أحداً أراد أن يوجه صفعة إلى‏ إبنك البري‏ء، فمنعه أحد أصدقائك، فمع انّك لم تنزعج من تصرف صديقك بطبيعة الحال، لكن أحياناً ولغرض إثبات سوء سريرة ذلك الشخص، تلتفت إلى‏ صديقك وتقول له معاتباً : لماذا لم تدعه يصفع إبني حتّى يتعرّف الناس على قساوة قلبه، هذا الخطاب الذي هو على صيغة العتاب والملامة، هو في الواقع كناية بليغة عن قساوة ذلك الظالم.

جاء في بعض التعابير الواردة عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام في تفسير هذه الآية :

هذا ممّا نزل «اياك اعنى واسمعى يا جارة» خاطب اللَّه تعالى بذلك نبيه، واراد به امته‏ «5».

يحتمل أن يكون هذا الكلام إشارة إلى‏ نفس ذلك المطلب المتقدّم أعلاه، والدليل على هذا الأمر هو الصلاحية التي اعطيت للنبي صلى الله عليه و آله في الآيات القرآنية الأخرى، وذلك بالسماح لمن شاء من المؤمنين بالتفرّغ لمشاغلهم الشخصية، وعدم الإشتراك في بعض‏ الأعمال الهامّة، فيما لو طلبوا ذلك وكان فيه صلاح : {فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ} (النور/ 62).

وبناءً على هذا فلا مانع من سماح النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، لبعض المنافقين بعدم الإشتراك في المعركة، خصوصاً وأنّ إشتراكهم لن يحلّ للمسلمين أيّة مشكلة، هذا إن لم يخلق لهم مزيداً من المتاعب.

من مجموع هذه الإعتبارات يمكن إدراك أنّ التفسير الأخير يناسب الآية المتقدّمة، إذ لا وجود لما يخدش مقام العصمة فيها.

ج) الآية الأخرى التي نزلت في مسألة زواج نبي الإسلام صلى الله عليه و آله من مطلّقة إبنه بالتبنّي (زيد)، أثارت استفهاماً لدى البعض أيضاً.

هذه الآية تقول بصراحة : كلّما حدث خلاف بين زيد وزوجته، كان النبي يحثّ زيداً على عدم طلاقها، ويكرّر عليه ذلك، ولكن حينما لم تؤثّر هذه التوصيات، وطلّق زيد زوجته تزوّجها النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، ليحطّم تلك العادة الجاهلية البغيضة التي كانت تعتبر زوجة (الإبن بالتبنّي) حراماً على الإنسان، كزوجة الإبن الحقيقي، هذا من جهة.

وليعيد من جهة أخرى إلى‏ (زينب) حيثيتها واعتبارها، لأنّها حفيدة عبدالمطلّب وابنة عمّة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله ومن أُسرة معروفة، وكانت قد تزوّجت زيداً العبد المعتق امتثالًا لأمر النبي الأكرم صلى الله عليه و آله بذلك، ومن المسلّم أنّ زواجاً كهذا كان صعباً عليها وكان هذا الفراق أصعب. (تأمّل جيّداً).

وهنا يقول القرآن : {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِى أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِى فِى نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَىْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} (الأحزاب/ 37).

وهنا فُسِحَ المجال لبعض المغفّلين وأحياناً المغرضين لنسج مجموعة من الأساطير الكاذبة، وفرضها على القرآن ونسبتها إلى‏ نبي الإسلام صلى الله عليه و آله‏ «6».

المهمّ لدينا هنا وما ينبغي توضيحه جملتان وردتا في الآية السابقة، وإلّا فالأساطير الخرافية التي لا أثر لها في القرآن، ليست شيئاً يستحقّ التحقيق فيه والردّ عليه.

جاء في إحدى الجمل : {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ } [الأحزاب : 37].

كما نقرأ في الجملة الثانية : {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ } [الأحزاب : 37].

ألا تتنافى هاتان الجملتان مع مقام عصمة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله؟

مفهوم الجملة الاولى يبدو مبهماً، لكن الذين يحوكون الأساطير ربطوا بها مطالب كثيرة، وقدّموها كلقمة سائغة لأعداء الإسلام حتّى يتّهموا النبي الأكرم صلى الله عليه و آله (والعياذ باللَّه) بعشقه لزوجة زيد.

في حين أنّ نفس الآية تكذب هذا الإدّعاء، إذ تقول : إنّك أوصيت زيداً مراراً بعدم طلاق زوجته (لا يفوتك أنّ جملة «إذ تقول» هي بصيغة المضارع الدالّ على الإستمرار)، ولو كانت المسألة كما توهّمها الأعداء لوافق النبي الأكرم صلى الله عليه و آله على الطلاق بكلّ رحابة صدر، أو لاختار السكوت على أقلّ تقدير، فكيف يعقل أن ينهاه عن ذلك والحالة هذه.

امّا فيما يتعلّق بالجملة الثانية فقد قالوا : بأيّ دليل يخاف النبي الأكرم صلى الله عليه و آله من الناس، واللَّه أحقّ أن يخافه ويخشاه؟

بالرغم من الإحتمالات الكثيرة التي اعطيت لتفسير هذه الآية، خصوصاً هاتين الجملتين، حتّى أنّ بعض المفسّرين المعروفين تورّط في الإشتباه، فمجرّد إمعان النظر في متن نفس الآية (خصوصاً الجمل السابقة واللاحقة لهاتين الجملتين) يُدرك المرء وضوح وجلاء مفهوم الآية، امّا لو لوحظت لوحدها مجرّدة عمّا يحيط بها فما أكثر الإبهامات التي ستحفّ بها.

لو أخذنا الآية جملة جملة، وفسّرناها لكان معناها كما يلي أنعم اللَّه بالإيمان على «زيد» ابن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله بالتبنّي (الذي كان سابقاً عبداً للنبي صلى الله عليه و آله ثمّ أعتقه، وتبناه لذكائه ودرايته)، كما أنعم عليه النبي الأكرم صلى الله عليه و آله إذ أعتقه واعتبره كولده، وزَوَّجه ابنة عمّته التي كانت لها شخصيّة مرموقة في المجتمع، هذا هو مفهوم جملة {أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ}.

كما يستفاد من الجملة الثانية وقوع سوء التفاهم بين زيد وزوجته حتّى جال في ذهنه طلاقها، وأنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله كان يحثّه على عدم الطلاق، ويدعوه للورع والتقوى : {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ} [الأحزاب : 37] .

كان النبي الأكرم صلى الله عليه و آله هنا أمام محذورين : فهو من جهة يفكر في أنّه لو انتهى الأمر بالطلاق لوجب عليه أن يتزوّجها، لِينهي كلم الناس السيّ الذي سيلحق بإبنة عمّته زينب، باعتبار أنّ العبد المعتق أيضاً لم يرض بها فطلّقها، ومن جهة أخرى كان يخشى الناس خصوصاً المنافقين، الذين كانوا يتربّصون به الدوائر والذرائع ليعيروه بهذا الأمر من جهتين :

الاولى‏ : تجاوزه لأحدى‏ عادات عرب الجاهلية المتأصّلة، والتي كانت تعتبر زوجة الإبن بالتبنّي كزوجة الإبن الحقيقي وأنّ الزواج منها هو كالزواج من تلك.

الثاني : إعتقادهم بأنّ الزواج من مطلّقة العبد المعتق هو دون شأن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، وأنّه انتقاص من مكانته.

لكن شاء اللَّه أن يتحقّق هذا الزواج بعد ذلك الفراق؟ وأن تتحطّم تلك العادة السيّئة، كما جاء في ذيل الآية : {لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا} [الأحزاب : 37].

وبناءً على هذا، فالذي كان النبي الأكرم صلى الله عليه و آله يخفيه في قلبه، وأعلنه اللَّه في خاتمة المطاف هو الزواج من زوجة زيد في حالة إصراره على طلاقها.

والذي كان يخشاه النبي الأكرم صلى الله عليه و آله هو ردّ الفعل نتيجة لقضائه على احدى‏ عادات الجاهلية، كذلك زواجه من امرأة دون شأنه صلى الله عليه و آله، واستمرّ خوفه ما دام الأمر الإلهي القطعي‏ لم يصدر بحقّه، لكن بعد صدوره بلزوم زواجه منها وتحطيمه لكلتا العادتين الخاطئتين، بل حتّى أنّ صيغة عقد زواجه أجراها اللَّه تعالى كما في متن الآية : «زَوَّجْنَاكَهَا»، لم يبق هناك بعد ذلك أي مجال لخوفه وتردّده بالنسبة لهذه المسألة.

اللطيف هو التأكيد على هذه المسألة في الآية التي بعدها أيضاً : قال تعالى : {مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} [الأحزاب : 38].

هذه الآية تشير بصراحة إلى‏ أن ما قام به النبي الأكرم صلى الله عليه و آله هنا، كان فريضة إلهية وسنّة كانت في الأوّلين أيضاً، وأمراً إلهيّاً مقدّراً ينبغي وقوعه.

بديهي أنّ هذه المسألة لو كانت نابعة عن رغبة شخصية، لما كان لهذه التعابير النازلة بشأنها أي معنى يذكر، لكن لا الأعداء المغرضون يصغون لمثل هذه الحقائق، ولا البعض من رواة القصص المغفّلين الذين يرجّحون الأساطير المفتعلة الصاخبة في مثل هذه الحوادث على الحقائق.

لكن ولحسن الحظّ فانّ تعابير القرآن هنا كافية وواضحة جدّاً، والملفت للنظر هو ما نقرأه في حديث نقله «القرطبي» المفسّر المعروف من أهل السنّة عن الإمام علي بن الحسين عليه السلام حيث يقول : «إنّ النبي صلى الله عليه و آله كان قد أوحى اللَّه تعالى إليه أنّ زيداً يطلّق زينب، ويتزوّجها النبي صلى الله عليه و آله، فلمّا اشتكى زيد للنبي صلى الله عليه و آله خُلُق زينب، وأنّها لا تطيعه، وأعلن أنّه يريد طلاقها، قال له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على جهة الأدب والوصيّة : (اتّق اللَّه في قولك وأمسك عليك زوجك)، وهو يعلم أنّه سيفارقها ويتزوّجها، وهذا هو الذي أخفى في نفسه، ولم يرد أن يأمره بالطلاق لما علم أنّه سيتزوّجها، وخشى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أن يلحقه قول من الناس في أنّ يتزوّج زينب بعد زيد، وهو مولاه وقد أمره بطلاقها، فعاتبه اللَّه تعالى على هذا القدر من أن يخشى الناس لشي‏ء قد أباحه اللَّه له، بأن قال (أمسك) مع علمه بأنّه يطلّق، واعلمه أنّ اللَّه أحقّ بالخشية أي في كلّ حال».

ثمّ يضيف (القرطبي) قائلًا : «قال علماؤنا رحمة اللَّه عليهم وهذا القول أحسن ما قيل في‏ تأويل هذه الآية، وهو الذي عليه أهل التحقيق من المفسّرين والعلماء الراسخين».

ثمّ يتابع كلامه هذا قائلًا : «يقول الترمذي في نوادر الوصول (وضمن الإشارة إلى‏ هذا الحديث) بأنّ علي بن الحسين قد جاء بهذا من خزانة العلم جوهراً من الجواهر ودرّاً ثميناً من الدرر ...» «7».

د) الآية الأخرى التي تثير الاستفهام حول النبي الأكرم صلى الله عليه و آله هي قوله تعالى : {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِى آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (الانعام/ 68).

السؤال هو : لو تمكّن الشيطان من النفوذ إلى‏ روح النبي الطاهرة وأنساه الحكم الإلهي بعدم مجالسة أهل الباطل، فكيف يمكن أن يكون معصوماً من الخطأ؟ وبعبارة أخرى أنّه يفتقد أحد فرعي «العصمة» وهو الصون من السهو والخطأ والنسيان، ألا تخدش الآية أعلاه في عصمة الرسول صلى الله عليه و آله؟

الجواب :

التأمّل في الآية التي تليها يبيّن بكلّ وضوح أنّ الحديث وإن كان حسب الظاهر موجّهاً إلى‏ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، لكنّ المراد في الواقع هو أصحابه، وأنّهم لو ابتلوا بالنسيان وشاركوا في المجالس الملوثة بالذنوب، واستهزأ الكفّار بمقدساتهم فيجب عليهم ترك ومغادرة ذلك المكان فوراً، وذلك لكي يلتفتوا إلى‏ أنفسهم، وهذا في الحقيقة من قبيل المثل العربي المعروف : (اياك اعني واسمعي يا جارة).

إذ انّنا نقرأ في الآية التي تليها : {وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَي‏ءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (الأنعام/ 69).

وكما نلاحظ فالكلام في هذه الآية يخصّ المتّقين، والمقصود منه عامّة المسلمين لا شخص النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، وهذه الآية تكمل بحث الآية السابقة عليها.

نظير هذه الأبحاث يشاهد في الكثير من الحوارات اليومية أيضاً وفي آداب مختلف اللغات، والتي توجّه الكلام إلى‏ شخص معيّن وتقصد شخصاً غيره.

من جملتها ما نشاهده في القرآن الكريم وذلك عند التوصية في حقّ الأبوين :

{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيماً} (الاسراء/ 23).

واضح أنّ الضمير في‏ «ربّك» يعود إلى‏ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، في حين أنّ خطاب‏ «ألّا تعبدوا» موجّه إلى‏ كافّة المؤمنين (لوروده بصيغة الجمع)، ثمّ أنّه في جملة : «إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ»، وإلى‏ آخر الآية، فالضمائر كلّها مفردة والمخاطب فيها هو النبي الأكرم صلى الله عليه و آله مع علمنا بأنّه صلى الله عليه و آله كان قد فقد أبويه لسنين طويلة قبل النبوّة، وبناءً على هذا فمثل هذه الأوامر حول احترام الأبوين التي تخاطب النبي الأكرم صلى الله عليه و آله إنّما هي من قبيل المتقدّم : «ايَّاكَ اعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَة».

وما ذهب إليه جمع من مفسّري أهل السنّة، من عدم المانع من كون النبي الأكرم صلى الله عليه و آله هو المخاطب في الآية مورد البحث، وجواز مثل هذا النسيان في حقّه، لا يبدو صحيحاً، حيث إنّ مورد آية النسيان هو أحكام اللَّه تعالى، وهل يصحّ أن ينسى النبي الأكرم صلى الله عليه و آله الأحكام الإلهيّة، وأي اعتماد واطمئنان بعد ذلك في كلامه عن الوحي الذي هو أساس دعوته والحالة هذه؟!

ه) البعض من آيات سورة «الضحى» هي من جملة الآيات التي تدعونا، نحن الذين نعتقد بلزوم عصمة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله منذ ولادته، للإستفسار، يقول تعالى : {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى* وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى* وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}. (الضحى/ 6- 8)

للمفسّرين آراء مختلفة حول تفسير هذه الآية وبيان محتواها : فالقليل منهم فسّر الآية بمعنى الكفر والضلال، بل حتّى أنّ بعض المفسّرين الغافلين الذين يجهلون أدلّة العصمة قالوا : إنّ نبي الإسلام صلى الله عليه و آله كان على دين قومه (الوثنية) أربعين سنة إلى‏ أن هداه اللَّه.

لكن كلّ مفسّري «الشيعة» وجمهور مفسّري «السنّة» (كما اعترف بذلك الفخر الرازي) لم يقبلوا مثل هذا التفسير، بل متّفقون بالجملة على أنّ نبي الإسلام صلى الله عليه و آله لم يكفر طوال عمره، ولو لحظة واحدة ولم يشرك أبداً.

ولهؤلاء المفسّرين آراء عديدة حول تفسير الآية وقد بلغ عددها عشرين تفسيراً، جمعها الفخر الرازي في ذيل الآية مورد البحث، ومن التفاسير التي تلفت النظر وتتسق مع مضمون الآية وسائر آيات القرآن هي التفاسير التالية :

1- مع الإلتفات إلى‏ الآيتين السابقة واللاحقة لها واللتين تشيران إلى‏ فترة طفولته صلى الله عليه و آله وشبابه، أي الإشارة إلى‏ أنّك أيّها النبي الأكرم صلى الله عليه و آله قد تعرضت للضياع في تلك الفترة (مراراً) وتعرّضت حياتك للخطر (تارةً حينما جاءت بك امّك من مرضعتك‏ «حليمة السعدية» وذلك بعد انقضاء فترة رضاعك إلى‏ مكّة لتسلّمك إلى‏ عبدالمطلّب فضعت في الوادي، وتارةً أخرى بين أودية مكّة حين كنت في كفالة عبدالمطلّب، وثالثة حينما كنت متّجهاً مع عمّك أبي طالب في قافلة إلى‏ الشام، إذ ضللت الطريق في ليلة حالكة الظلام، وانقطع عنك رفاق طريقك)، فهداك اللَّه في كلّ هذه الموارد وأعادك إلى‏ أحضان جدّك أو عمّك الحنونين.

الدليل على هذا التفسير هو إشارة الآية التي سبقتها إلى‏ مسألة يُتم النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، واللاحقة لها المشيرة إلى‏ فقره المادّي، «الضلالة» و «الهداية» اللتين توسطتا هاتين الآيتين، هما تلك الهداية والضلالة الماديّة والجسمية، وإلّا فثبوت الهداية المعنوية بين هذين الأمرين المادّيين لا يبدو مناسباً كثيراً (تأمّل جيّداً).

2- المراد من الضلالة والهداية هو الإطّلاع وعدمه، على الأسرار النبوية وقوانين الإسلام ومعارف القرآن، أي أنّك لم تكن مطّلعاً أبداً على هذه الامور، بل قذف اللَّه هذا النور في قلبك لتهدي به الناس.

الدليل على هذا الإدّعاء هو آيات أخرى من القرآن، من جملتها الآية التي تقول : {مَا كُنْتَ تَدْرِى مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِى بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} (الشورى/ 52).

بديهي أنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله وقبل بلوغه لمقام النبوّة والرسالة كان يفتقر إلى‏ هذا الفيض الإلهي، أي مقام الرسالة والمعارف القرآنية رغم كونه موحّداً، فأخذ اللَّه بيده وهداه وبلغ به هذا المقام.

التعبير {نَهْدِى بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} في هذه الآية يبيّن أنّ المراد من الهداية هنا هو نفس الهداية إلى‏ الإسلام.

ونقرأ في ثالث آية من سورة يوسف أيضاً :

{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف : 3] . مع أنّ هذا التفسير قد أعطى الهداية والضلالة مفهومهما المعنوي الذي يتفاوت وكما قلنا مع الآية السابقة واللاحقة عليهما، لكنّه يعدّ قرينة لما ذكرنا مع الأخذ بنظر الاعتبار بأنّ‏ الْقُرآن يُفَسِّرُ بَعْضُهُ بَعْضَاً، التفاتاً إلى‏ الآيات الأخرى.

3- المراد من «الضالّ» هنا هو «الضياع بين قومه وأهله من الناحية الشخصية» وذلك كما نقرأ في حديث عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام أنّه قال : « {وَوَجَدَكَ ضَالّاً}، أي ضالّة في قوم لا يعرفون فضلك فهداهم إليك» «8».

و تفسير هذا المعنى جاء بتعبير آخر في تفسير نور الثقلين عن عيون أخبار الرضا عليه السلام‏ «9».

إطلاق لفظة «الضالّ» و «الضالّة» على هذا المعنى شي‏ء طبيعي، كما جاء في الحديث :

«الحكمة ضالّة المؤمن» «10».

إذن فهناك تفاسير مقبولة عديدة لهذه الآية لا تتنافى ومقام العصمة.

______________________________

(1) «غفر» و «غفران» و «مغفرة» تعني في الأصل ستر الشي‏ء وتغطيته على حدّ قول صاحب مقاييس اللغة، ومن هنا اطلق على غفران الذنوب أيضاً.

(2) تفسير نور الثقلين، ج 5، ص 56، ح 18.

(3) المصدر السابق، ح 17 بتلخيص واقتباس.

(4) تفسير الكشّاف، ج 2، ص 274.

(5) تفسير البرهان، ج 2، ص 130، ح 1.

(6) لمن أراد مزيداً من الإطلاع على هذه القصص الموضوعة ونقدها، الرجوع إلى‏ التفسير الأمثل، ذيل الآية مورد البحث.

(7) تفسير القرطبي، ج 8، ص 5272، ذيل الآيات مورد البحث.

(8) تفسير مجمع البيان، ج 10، ص 506.

(9) تفسير نور الثقلين، ج 5، ص 596.

(10) نهج البلاغة، الكلمات القصار، الكلمة 80.

 

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



العتبة العباسية تكرّم رؤساء الجامعات المشاركين في حفل التخرّج المركزي
حفل تخرّج طلبة الجامعات يشهد عرض فيلمٍ عن أصغر شهداء فتوى الدفاع الكفائي
خلال حفل تخرّج طلبة الجامعات.. الخرّيجون يقدّمون الشكر لكلّ من مدّ يد العون لهم طيلة مسيرتهم الدراسية
ممثّل الجامعات العراقية: حفل تخرّج طلبة الجامعات العراقية يعكس الصورة القيميّة واللحمة الوطنية