{فَلَمَّا أَحَسَّ عيسى‏ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصاري إِلَى اللَّـهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَـحْنُ أَنْصارُ اللَّـهِ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (52)

تَرکِیبٌ:

قَولُهُ تَعَالَى: {فَلَـمَّا أَحَسَّ عيسى‏ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصاري إِلَى اللَّـهِ} أَي: فَلَـمَّا عَلِمَ: {مِنْهُمُ الْكُفْرَ} عِلـمَاً لَا شُبهَةَ فِیهِ، کَعِلـمِ مَا یُدرَكُ بِالحَوِاسِّ، وَذَلِكَ أَنَّهُم أَرَادُوا قَتلَهُ حِینَ دَعَاهُم إِلَى اللَّـهِ تَعَالَى: {قالَ مَنْ أَنْصاري إِلَى اللَّـهِ} یَتَعَلَّقُ الجَار بِأَنصَارِي[1].

مُتَضَمِّنَاً مَعنَى الإِضَافَةِ؛ أَي: مِنَ الَّذِینَ یُضِیفُونَ أَنفُسَهُم إِلَى اللَّـهِ فِي يَنصُرُنَنِي کَمَا یَنصُرَنِي، وَیَجُوزُ أَن یَکُونَ مُتَعَلِّقَاً بِمَحذُوفٍ، حَالَاً مِنَ الیَاءِ؛ أَي: مَن أَنصَارِي [2].

وَحَوَارِي الرَّجُلَ: صَفوَتُهُ وَخَالِصَتُهُ، مِنَ الحَوَرِ؛ وَهوَ البَیَاضُ الخَالِصُ [3].

وَیُقَالُ لِنِسَاءِ الحَضَرِ: الحَوَارِیَاتُ؛ لِخَلُوصِ أَلوَانِهِنَّ [4].

وَالحَوَارِیُّونَ: کَانُوا إِثنَي عَشَرَ رَجُلَاً [5].

قِیلَ: سُمُّوا بِذَلِكَ؛ لأَنَّهُم نُورَانِیُّون، عَلَیهِم أَثَرُ العِبَادَةِ، أَو لِنَقَاءِ قُلُوبَهُم [6] کَمَا یُنَقَّى الثَّوبُ بِالتَّحوِیرِ، وَقِیلَ: کَانُوا قَصَّارِینَ؛ یُبَيِّضُونَ الثِّیَابَ [7].