المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8824 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
بطانة الرجل وولیجته
2024-04-19
معنى الصِر
2024-04-19
تحتمس الرابع وتاريخ هذه المسلة.
2024-04-19
تحتمس الثالث يقيم مسلتين في معبد عين شمس وتنقلان إلى الإسكندرية.
2024-04-19
مسلة القسطنطينية.
2024-04-19
مسلة القسطنطينية.
2024-04-19

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


مقتل طلحة  
  
3832   06:33 مساءً   التاريخ: 17-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص212-217
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

عند هزيمة الناس طلحة جاءه سهم غرب لا يدري راميه فشك رجله بصفحة الفرس ، وفي رواية فخل ركبته بالسرج وهو ينادي إلي إلي عباد الله ، الصبر الصبر ، فقال له القعقاع بن عمرو : يا أبا محمد انك لجريح وانك عما تريد لفي شغل ، فادخل البيوت فدخل ودمه يسيل وهو يقول اللهم خذ لعثمان مني حتى ترضى ، وفي رواية : اعط عثمان مني حتى يرضى فلما امتلأ خفه دما وثقل قال لغلامه اردفني وامسكني وابلغني مكانا انزل فيه لا اعرف فيه فلم أر كاليوم شيخا أضيع دما مني فدخل البصرة فانزله في دار خربة فمات فيها . قال ابن الأثير وكان الذي رمى طلحة مروان بن الحكم وقيل غيره (اه) وكان ذلك منه اخذا بثار عثمان ولما قضى دفن في بني سعد وقال الطبري أنه لما دخل البصرة تمثل مثله ومثل الزبير :

فان تكن الحوادث أقصدتني * وأخطأهن سهمي حين ارمي

فقد ضيعت حين تبعت سهما * سفاهة ما سفهت وضل حلمي

ندمت ندامة الكسعي لما * شريت رضا بني سهم برغمي

أطعتهم بفرقة آل لأي * فألقوا للسباع دمي ولحمي

وحرضت عائشة الناس فحملت مضر البصرة حتى ردت مضر الكوفة وكانت راية علي (عليه السلام) يوم الجمل مع ولده محمد بن الحنفية فنخس قفاه وقال له احمل فتقدم حتى لم يجد متقدما الا على سنان رمح فقال تقدم لا أم لك فتلكأ فتناول الراية من يده وقال يا بني بين يدي .

وفي رواية ابن أبي الحديد أنه دفع إليه الراية يوم الجمل وقد استوت الصفوف وقال له احمل فتوقف قليلا فقال له احمل فقال يا أمير المؤمنين أ ما ترى السهام كأنها شآبيب المطر فدفع في صدره وقال أدركك عرق من أمك ثم اخذ الراية فهزها ثم قال :

اطعن بها طعن أبيك تحمد * لا خير في الحرب إذا لم توقد

 بالمشرفي والقنا المسدد ثم حمل وحمل الناس خلفه فطحن عسكر البصرة .

قيل لمحمد لم يغرر بك أبوك في الحرب ولا يغرر بالحسن والحسين فقال إنهما عيناه وانا يمينه فهو يدفع عن عينيه بيمينه ثم دفع الراية إلى محمد وقال امح الأولى بالأخرى وهذه الأنصار معك وضم إليه خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين في جمع من الأنصار كثير من أهل بدر وحمل حملات كثيرة أزال بها القوم عن مواقفهم وابلى بلاء حسنا فقال خزيمة بن ثابت لعلي (عليه السلام) اما أنه لو كان غير محمد اليوم لافتضح ولئن كنت خفت عليه الجبن وهو بينك وبين حمزة وجعفر لما خفناه عليه وإن كنت أردت أن تعلمه الطعان فطالما علمته الرجال وقالت الأنصار يا أمير المؤمنين لولا ما جعل الله تعالى للحسن والحسين ما قدمنا على محمد أحدا من العرب فقال علي (عليه السلام) أين النجم من الشمس والقمر اما أنه قد أغنى وابلى وله فضله فقال خزيمة بن ثابت فيه :  محمد ما في عودك اليوم وصمة * ولا كنت في الحرب الضروس معودا

أبوك الذي لم يركب الخيل مثله * علي وسماك النبي محمدا

فلو كان حقا من أبيك خليفة * لكنت ولكن ذاك ما لا يرى ابدا

وأنت بحمد الله أطول غالب * لسانا وأنداها بما ملكت يدا

وأطعنهم صدر الكمي برمحه * وأكساهم للهام عضبا مهندا

سوى أخويك السيدين كلاهما * امام الورى والداعيان إلى الهدى

أبي الله أن يعطي عدوك مقعدا * من الأرض أو في اللوح مرقى ومصعدا

وحملت مضر الكوفة فاجتلدوا قدام الجمل ومع علي قوم من غير مضر منهم زيد بن صوحان طلبوا ذلك منه فقال لزيد رجل من قومه : تنح إلى قومك ما لك ولهذا الموقف أ لست تعلم أن مضرا بحيالك والجمل بين يديك وأن الموت دونه فقال الموت خير من الحياة ، الموت أريد ، فأصيب هو واخوه سيحان وارتث اخوهما صعصعة واشتدت الحرب فلما رأى ذلك علي بعث إلى اليمن وإلى ربيعة إن اجتمعوا على من يليكم ، قال القعقاع : لقد رأيتنا يوم الجمل ندافعهم بأسنتنا ونتكي على أزجتنا وهم مثل ذلك حتى لو أن الرجال مشت عليها لاستقلت بهم وقال آخر لما كان يوم الجمل ترامينا بالنبل حتى فنيت وتطاعنا بالرماح حتى تشبكت في صدورنا وصدورهم ، ثم قال علي : السيوف يا أبناء المهاجرين فما شبهت أصواتها الا بصوت القاصرين وتزاحفت الناس وظهرت يمن البصرة على يمن الكوفة فهزمتهم ، وربيعة البصرة على ربيعة الكوفة فهزمتهم ، ونهد علي بمضر الكوفة إلى مضر البصرة وقال : إن الموت ليس منه فوت يدرك الهارب ولا يترك المقيم ، وهذه من الكلمات الجليلة الخالدة . ثم عاد يمن الكوفة فقتل على رايتهم خمسة عشر من همدان وخمسة من سائر اليمن فلما رأى ذلك يزيد بن قيس

اخذها فثبتت في يده ؛ وقال ابن أبي نمران الهمداني من أصحاب علي (عليه السلام) وهو يقاتل :

جردت سيفي في رجال الأزد * اضرب في كهولهم والمرد

 كل طويل الساعدين نهد ورجعت ربيعة الكوفة فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل على رايتهم اثنان واشتد الأمر فلما رأى الشجعان من مضر الكوفة والبصرة الصبر تنادوا طرفوا إذا فرع الصبر ، فجعلوا يقصدون الأطراف : الأيدي والأرجل ، فما رئي وقعة كانت أعظم منها قبلها ولا بعدها ولا أكثر ذراعا مقطوعة وكان الرجل منهم إذا أصيب شئ من أطرافه استقتل إلى أن يقتل . ونظرت عائشة من على يسارها فقالت من القوم ؟ قال صبرة بن شيمان بنوك الأزد ، فقالت يا آل غسان حافظوا اليوم فجلادكم الذي كنا نسمع به وتمثلت :

وجالد من غسان أهل حفاظها * وكعب وأوس جالدت وشبيب

فكان الأزد يأخذون بعر الجمل يشمونه ويقولون بعر جمل أمنا ريحه ريح المسك وقالت لمن عن يمينها من القوم ؟ قالوا بكر بن وائل قالت لكم يقول القائل :

وجاؤوا إلينا في الحديد كأنهم * من الغرة القعساء بكر بن وائل

إنما بازائكم عبد القيس تحرضهم بذلك لأن عبد القيس معروفون بولاء علي (عليه السلام) فاقتتلوا أشد من قتالهم قبل ذلك ، وأقبلت على كتيبة بين يديها فقالت من القوم ؟ قالوا بنو ناجية ، قالت بخ بخ سيوف أبطحية قرشية فجالدوا جلادا يتفادى منه وفي رواية انها قالت صبرا يا بني ناجية فاني اعزف فيكم شمائل قريش . وبنو ناجية مطعون في نسبهم فقتلوا حولها جميعا ، ثم أطافت بها بنو ضبة فقالت ويها جمرة الجمرات فلما رقوا خالطهم بنو عدي بن عبد مناة وكثروا حولها فقالت من أنتم ؟ قالوا بنو عدي خالطنا اخواننا فاقاموا رأس الجمل وضربوا ضربا شديدا ، وكره القوم بعضهم بعضا وانضمت مجنبتا علي فصاروا في القلب وكذلك فعل أهل البصرة وتلاقوا جميعا بقلبيهم وقال أصحاب علي (عليه السلام) لا يزال القوم أو يصرع الجمل ، واخذ عميرة بن يثري برأس الجمل وكان قاضي البصرة قبل كعب بن سور ، فشهد الجمل هو واخوه عبد الله قال علي (عليه السلام) من يحمل على الجمل ؟ فانتدب له هند بن عمرو الجملي المرادي وكان خطام الجمل مع ابن يثري فدفعه إلى ابنه واعترض هندا فاختلفا ضربتين فقتله ابن يثري ثم حمل علباء بن الهيثم السدوسي فاعترضه ابن يثري فقتله ثم دعا إلى البراز فقال زيد بن صوحان العبدي يا أمير المؤمنين اني رأيت يدا أشرفت علي من السماء وهي تقول هلم إلينا وانا خارج إلى ابن يثري فإذا قتلني فادفني بدمي ولا تغسلني فاني مخاصم عند ربي ثم خرج فقتله ابن يثري وقتل سيحان بن صوحان وارتث صعصعة ثم رجع إلى خطام الجمل وجعل يرتجز ويقول :

أرديت علباء وهندا في طلق * ثم ابن صوحان خضيبا في علق

قد سبق اليوم لنا ما قد سبق * والوتر منا في عدي ذي الفرق

والأشتر الغاوي وعمرو بن الحمق * والفارس المعلم في الحرب الحنق

أعني عليا ليته فينا مرق * ذاك الذي في الحادثات لم يطق

وقال ابن يثري :

انا لمن ينكرني ابن يثري * قاتل علباء وهند الجملي

وابن لصوحان على دين علي

وقال أيضا :

اضربهم ولا ارى أبا حسن * كفى بهذا حزنا من الحزن

انا نمر الأمر امرار الرسن

فبرز إليه عمار وهو ابن تسعين سنة أو أكثر وعليه فرو قد شد وسطه بحبل ليف وهو أضعف من بارزه فاسترجع الناس وقالوا هذا لاحق بأصحابه فترك الزمام في يد رجل من بني عدي اسمه عمرو بن بجرة وضرب عمارا فاتقاه بدرقته فنشب سيفه فيها فعالجه فلم يخرج وضربه عمار على رجليه فقطعهما فوقع على استه واخذ أسيرا فاتى به إلى علي ، فقال استبقني ، فقال أ بعد ثلاثة تقتلهم ؟ وامر به فقتل ، وقيل إن المقتول عمرو بن يثري وإن عميرة بقي حيا حتى ولي قضاء البصرة مع معاوية .

أقول اختلف كلام المؤرخين في هذا المقام كثيرا فابن الأثير ذكر كما مر والطبري نسب ما مر عن ابن الأثير والرجز الأول إلى ابن يثري من دون أن يسميه ثم قال وقتل يومئذ عمرو بن يثري علباء بن الهيثم السدوسي وهند بن عمرو الجملي وزيد بن صوحان وهو يرتجز ويقول : اضربهم ولا ارى أبا حسن الرجز المتقدم قال وعرض عمار لعمرو بن يثري وذكر نحوا مما مر إلى قوله فنشب سيفه فيها ثم قال ورماه الناس حتى صرع وهو يقول :

إن تقتلوني فانا ابن يثري * قاتل علباء وهند الجملي

ثم ابن صوحان على دين علي

واخذ أسيرا إلى آخر ما مر؛  وقال بعضهم ان عمرو بن يثري كان فارس أهل الجمل وشجاعهم فلما برز قال للأزد اني قد وترت القوم وهم قاتلي ولست اخشى أن اقتل حتى اصرع فان صرعت فاستنقذوني ، فقالوا ما نخاف عليك الا الأشتر قال فإياه أخاف فخرج الأشتر ؛ وهو يقول :

اني إذا ما الحرب أبدت نابها * وغلقت يوم الوغى أبوابها

ومزقت من حنق اثوابها * كنا قداماها ولا أذنابها

ليس العدو دوننا أصحابها * من هابها اليوم فلن اهابها

لا طعنها اخشى ولا ضرابها

ثم حمل عليه الأشتر فطعنه فصرعه وحامت عنه الأزد فاستنقذوه فوثب وهو مشرف على الموت فلم يستطع أن يدفع عن نفسه فطعنه رجل فصرعه ثانية وسحبه آخر برجله حتى اتى به عليا فناشده الله وقال يا أمير المؤمنين أعف عني فان العرب لم تزل قائلة عنك انك لم تجهز على جريح قط فعفا عنه وأطلقه فجاء إلى الصحابة وحضره الموت فقيل له دمك عند اي الناس فقال ضربني فلان وفلان وصاحبي الأشتر فقالت ابنته ترثيه وشكرت الأزد وعاتبت قومها وشعرها هذا من جيد الشعر والنساء إذا رثت أجادت لما في طباعهن من الرقة :

يا ضب انك قد فجعت بفارس * حامي الحقيقة قاتل الاقران

عمرو بن يثري الذي فجعت به * كل القبائل من بني عدنان

لم يحمه وسط العجاجة قومه * وحنت عليه الأزد أزد عمان

فلهم علي بذاك حادث نعمة * ولحبهم أحببت كل يماني

لو كان يدفع عن منية هالك * طول الأكف بذابل المران

أو معشر وصلوا الخطى بسيوفهم * وسط العجاجة والحتوف دواني

ما نيل عمرو والحوادث جمة * حتى ينال النجم والقمران

لو غير الأشتر ناله لندبته * وبكيته ما دام هضب ابان

لكنه من لا يعاب بقتله * أسد الأسود وفارس الفرسان

والذي يغلب على الظن انه وقع اشتباه بين عميرة بن يثري وأخيه عبد الله وعمرو بن يثري فنسب ما لأحدهم للآخر ورواية عفو أمير المؤمنين (عليه السلام) عنه بعد ما وجب عليه القصاص بقتل من قتل مستبعدة ؛ ولما قتل ابن يثري دفع العدوي الزمام إلى رجل من بني عدي وبرز فخرج إليه ربيعة العقيلي وهو يرتجز ويقول :

يا أمنا أعق أم تعلم * والأم تغذو ولدها وترحم

ألا ترين كم شجاع يكلم * وتختلي منا يد ومعصم

ثم اقتتلا فاثخن كل واحد منهما صاحبه فماتا جميعا وقال أبو مخنف : الزجر للحارث بن زهير الأزدي من أصحاب علي (عليه السلام) وقام مقام العدوي الحارث الضبي فما رئي أشد منه وجعل يقول :  

نحن بني ضبة أصحاب الجمل * ننعى ابن عفان بأطراف الأسل

الموت أحلى عندنا من العسل * ردوا علينا شيخنا ثم بجل

وفي رواية :

نحن بني ضبة أصحاب الجمل * نبارز القرن إذا القرن نزل

ننعى ابن عفان بأطراف الأسل * الموت أحلى عندنا من العسل

وفي رواية ان وسيم بن عمرو بن ضرار الضبي كان يوم الجمل

يقول :

نحن بني ضبة أصحاب الجمل * ننازل الموت إذا الموت نزل

والموت أشهى عندنا من العسل * ننعى ابن عفان بأطراف الأسل

ردوا علينا شيخنا ثم بجل

قال الطبري : كان عمرو بن يثري يحضض قومه يوم الجمل وقد تعاوروا الخطام يرتجزون :

نحن بني ضبة لا نفر * حتى نرى جماجما تحز

يحز منها العلق المحمر

يا أمنا يا عيش لا تراعي * كل بنيك بطل المصاع

يا أمنا يا زوجة النبي * يا زوجة المبارك المهدي

قال أبو مخنف : خرج عوف بن قطن الضبي وهو ينادي ليس لعثمان ثار الا علي بن أبي طالب وولده فاخذ خطام الجمل وقال :

يا أم يا أم خلا مني الوطن * لا ابتغي القبر ولا ابغي الكفن

من هاهنا محشر عوف بن قطن * ان فاتنا اليوم علي فالغبن

أو فاتنا ابناه حسين وحسن * إذن أمت بطول هم وحزن

ثم تقدم فضرب بسيفه حتى قتل . وتناول عبد الله بن ابزي خطام الجمل وكان من أراد الجد في الحرب وقاتل قتال مستميت يتقدم إلى الجمل فيأخذ بخطامه ثم شد ابن ابزي على عسكر علي فقال :

فشد عليه أمير المؤمنين (عليه السلام) بالرمح فطعنه فقتله وقال قد رأيت أبا

اضربهم ولا أرى أبا حسن * ها ان هذا حزن من الحزن

حسن فكيف رأيته ؟ وترك الرمح فيه ، وأخذت عائشة كفا من حصى فحصبت به أصحاب علي وصاحت بأعلى صوتها شاهت الوجوه ، كما صنع رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم حنين ، فقال لها قائل : وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى . ولم يزل الأمر كذلك حتى قتل على الخطام أربعون رجلا قالت عائشة ما زال جملي معتدلا حتى فقدت أصوات بني ضبة وأخذ الخطام سبعون رجلا من قريش كلهم يقتل وهو آخذ به وممن أخذ به محمد بن طلحة فجعل لا يحمل عليه أحد إلا حمل وقال : حم لا ينصرون .

قال ابن الصباغ : وكان ذلك شعار أصحاب علي (عليه السلام) وكان علي قد أوصى أصحابه أن لا يقتلوا محمد بن طلحة فحمل عليه شريح بن أوفى العبسي فقال : حم ، وقد سبقه شريح بالطعنة فاتى على نفسه فكان كما قيل : سبق السيف العذل ، وكان محمد بن طلحة هذا من العباد الزهاد واعتزل الناس وانما خرج برا بأبيه أقول ولكنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .

وقال الطبري اجتمع عليه أربعة نفر كل ادعى قتله فانفذه بعضهم بالرمح وقال ابن الصباغ وفي ذلك يقول قاتله شريح :

وأشعث قوام بآيات ربه * قليل الأذى فيما ترى العين مسلم

هتكت له بالرمح جيب قميصه * فخر صريعا لليدين وللفم

على غير شئ غير أن ليس تابعا * عليا ومن لا يتبع الحق يندم

يذكرني حم والرمح شاجر * فهلا تلا حم قبل التقدم

وأحدق أهل النجدات والشجاعة بعائشة فكان لا يأخذ الخطام أحد الا قتل وما رامه أحد من أصحاب علي الا قتل أو أفلت فلم يعد وحمل عدي بن حاتم الطائي عليهم ففقئت عينه وخرج رجل من عسكر البصرة يعرف بجناب بن عمرو الراسبي فارتجز فقال :

اضربهم ولو ارى عليا * عممته أبيض مشرفيا

أريح منه معشرا غويا

فصمد له الأشتر فقتله ثم تقدم عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس وهو من أشراف قريش وكان اسم سيفه ولول فارتجز فقال :

انا ابن عتاب وسيفي ولول * والموت عند الجمل المجلل

فحمل عليه الأشتر فقتله وقتل الأشتر جندب بن زهير الغامدي وعبد الله بن حكيم ابن حرام اشترك في قتله هو وعدي بن حاتم وكانت راية بكر بن وائل من أهل الكوفة في بني ذهل ، كانت مع الحارث بن حسان بن خوط الذهلي فقيل له ابق على نفسك وقومك ، فاقدم وقال يامعشر بكر بن وائل انه لم يكن أحد له من رسول الله (صلى الله عليه واله) مثل منزلة صاحبكم فانصروه فاقدم فقتل وقتل ابنه وقتل خمسة اخوة له وقتل من بني ذهل خمسة وثلاثون رجلا فقال رجل لأخيه وهو يقاتل يا أخي ما أحسن قتالنا ان كنا على حق قال فانا على الحق ان الناس أخذوا يمينا وشمالا وانما تمسكنا باهل بيت نبينا ، فقاتلا حتى قتلا وجرح عمير بن الأهلب الضبي فمر به رجل من أصحاب علي وهو يفحص برجليه ويقول :

لقد أوردتنا حومة الموت أمنا * فلم ننصرف الا ونحن رواء

لقد كان عن نصر ابن ضبة امه * وشيعتها مندوحة وغناء

أطعنا قريشا ضلة من حلومنا * ونصرتنا أهل الحجاز عناء

أطعنا بني تيم بن مرة شقوة * وهل تيم الا أعبد وإماء

فقال له الرجل قل لا إله إلا الله ، قال ادن مني فلقني في فمي فبي صمم فدنا منه الرجل فوثب عليه فعض أذنه فقطعها .

وخرج عبد الله بن خلف الخزاعي وهو رئيس البصرة وأكثر أهلها مالا وضياعا وطلب المبارزة

وسال ان لا يخرج إليه الا علي وارتجز عليه فقال :

يا أبا تراب ادن مني فترا * فإنني دان إليك شبرا

وان في صدري عليك غمرا

فخرج إليه علي فلم يمهله ان ضربه ففلق هامته ؛ واستدار الجمل كما تدور الرحى وتكاثفت الرجال حوله واشتد رغاؤه واشتد زحام الناس عليه وقصد أهل الكوفة قصد الجمل ودونه كالجبال كلما خف قوم جاء اضعافهم فنادى أمير المؤمنين ويحكم ارشقوا الجمل بالنبل ، اعقروه ، فرشق بالسهام ، فلم يبق فيه موضع الا أصابه النبل ، وكان مجففا فتعلقت السهام به فصار كالقنفذ ؛  ونادت الأزد وضبة يا لثارات عثمان فاخذوها شعارا ، ونادى أصحاب علي : يا محمد ، فاخذوها شعارا واختلط الفريقان ونادى علي بشعار رسول الله (صلى الله عليه واله) : يا منصور أمت ، وقيل كان شعاره : حم لا ينصرون اللهم انصرنا على القوم الناكثين ؛ وهذا في اليوم الثاني من أيام الجمل فلما دعا بها تزلزلت اقدام القوم وذلك وقت العصر بعد إن كان الحرب من الفجر ثم تحاجز الفريقان والقتل فاش فيهما الا إنه في أهل البصرة أكثر وامارات النصر لائحة لعسكر الكوفة ثم توافقوا في اليوم الثالث فجاء عبد الله بن الزبير فلم يتكلم وكان كل من يأخذ الخطام ينتسب فقالت عائشة من أنت قال ابنك ابن أختك قالت وا ثكل أسماء .

و في رواية ان عبد الله بن الزبير برز في اليوم الثالث أول الناس ودعا إلى المبارزة فبرز إليه الأشتر فقالت عائشة من برز إلى عبد الله قيل الأشتر فقالت وا ثكل أسماء وكان الأشتر طاويا ثلاثة أيام وكانت هذه عادته في الحرب وهو شيخ عالي السن فضرب الأشتر عبد الله على رأسه فجرحه جرحا شديدا وضربه عبد الله ضربة خفيفة واعتنق كل واحد منهما صاحبه وسقطا إلى الأرض يعتركان فقال ابن الزبير :

اقتلوني ومالكا * واقتلوا مالكا معي

فلو يعلمون من مالك لقتلوه وانما كان يعرف بالأشتر فحمل أصحاب علي وعائشة فخلصوهما . ودخل الأشتر على عائشة بعد حرب الجمل فقالت أنت الذي صنعت بابن أختي ما صنعت قال نعم ولولا أني كنت طاويا ثلاثة أيام لأرحت أمة محمد منه قالت أ ما علمت أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لا يحل دم مسلم الا بأحد أمور ثلاثة كفر بعد ايمان أو زنا بعد احصان أو قتل نفس بغير حق فقال على بعض هذه الثلاثة قاتلناه يا أم المؤمنين والله ما خانني سيفي قبلها وقد أقسمت ان لا يصحبني بعدها وفي ذلك يقول الأشتر :

أ عائش لو انني كنت طاويا * ثلاثا لألفيت ابن أختك هالكا

غداة ينادي والرماح تنوشه * كوقع الصياصي اقتلوني ومالكا

فلم يعرفوه إذ دعاهم وغمه * خدب عليه في العجاجة باركا

فنجاه مني اكله وشبابه * واني شيخ لم أكن متماسكا

وقالت على أي الخصال صرعته * بقتل اتى أم رده لا أبا لكا

أم المحصن الزاني الذي حل قتله * فقلت لها لا بد من بعض ذالكا

واخذ الخطام الأسود بن أبي البحتري فقتل وهو قرشي واخذه عمرو بن الأشرف العتكي فقتل وقتل معه ثلاثة عشر رجلا من أهل بيته وهو أزدي ولم يبق شيخ من بني عامر الا أصيب قدام الجمل وما يأخذ بخطام الجمل أحد الا قتل حتى ضاع الخطام وكان آخر من اخذه زفر بن

الحارث وهو يرتجز ويقول :

يا أمنا مثلك لا يراع * كل بنيك بطل شجاع

وزحف علي نحو الجمل بنفسه في كتيبته الخضراء من المهاجرين والأنصار وحوله بنوه حسن وحسين ومحمد ودفع الراية إلى محمد وقال أقدم بها حتى تركزها في عين الجمل ولا تقفن دونه فتقدم محمد فرشقته السهام فقال لأصحابه رويدا حتى تنفد سهامهم فلم يبق الا رشقة أو رشقتان فانفذ علي إليه يحثه ويأمره بالمناجزة فلما أبطا عليه جاء بنفسه من خلفه فوضع يده اليسرى على منكبه الأيمن وقال له أقدم لا أم لك فكان محمد إذا ذكر ذلك يبكي ويقول لكأني أجد ريح نفسه في قفاي والله لا انسى ذلك ابدا ثم أدركت عليا رقة على ولده فتناول الراية منه بيده اليسرى وذو الفقار مشهور في اليمنى ثم حمل فغاص في عسكر الجمل ثم رجع وقد انحنى سيفه فاقامه بركبته فقال له أصحابه وبنوه والأشتر وعمار نحن نكفيك يا أمير المؤمنين فلم يجب أحدا منهم ولا رد إليهم بصره وظل ينحط ويزأر زئير الأسد حتى فرق من حوله وتبادروه وانه لطامح ببصره نحو عسكر البصرة لا يبصر من حوله ولا يرد حوارا ثم دفع الراية إلى محمد ثم حمل حملة ثانية فدخل وسطهم فضربهم بالسيف قدما قدما والرجال تفر من بين يديه وتنحاز عنه يمنة وشامة حتى خضب الأرض بدماء القتلى ثم رجع وقد انحنى سيفه فاقامه بركبته فاعصوصب به أصحابه وناشدوه الله في نفسه وفي الاسلام وقالوا انك ان تصب يذهب الدين فامسك ونحن نكفيك فقال والله ما أريد بما ترون الا وجه الله والدار الآخرة ثم قال لمحمد هكذا تصنع يا ابن الحنفية فقال الناس من يستطيع ما تستطيعه يا أمير المؤمنين .

وعن المدائني والواقدي ما حفظ رجز قط أكثر من رجز قيل يوم الجمل وأكثره لبني ضبة والأزد الذين كانوا حول الجمل يحامون عنه ولقد كانت الرؤوس تندر عن الكواهل والأيدي تطيح من المعاصم وأقتاب البطن تندلق من الأجواف وهم حول الجمل كالجراد الثابتة لا تتحلحل ولا تتزلزل ونادى علي (عليه السلام) اعقروا الجمل فإنه ان عقر تفرقوا عنه ، وفي رواية حتى لقد صرخ علي بأعلى صوته ويلكم اعقروا الجمل فإنه شيطان ثم قال اعقروه والا فنيت العرب ولا يزال السيف قائما وراكعا حتى يهوي هذا البعير إلى الأرض .

روى أبو مخنف عن حبة العرني قال : لما رأى علي ان الموت عند الجمل وانه ما دام قائما فالحرب لا يطفأ وضع سيفه على عاتقه وعطف نحوه وامر أصحابه بذلك والخطام مع بني ضبة فاقتتلوا قتالا شديدا وقتل من بني ضبة مقتلة عظيمة وخلص علي (عليه السلام) في جماعة من النخع وهمدان إلى الجمل فقال لرجل من النخع اسمه بجير دونك الجمل يا بجير فضرب عجز الجمل بسيفه فوقع لجنبه وضرب بجرانه الأرض وعج عجيبا لم يسمع بمثله فلما سقط الجمل كانت الهزيمة وفرت الرجال عنه كما يطير الجراد في الريح الشديدة الهبوب .

وجاء محمد بن أبي بكر ومعه عمار بن ياسر فقطعا الأنساع عن الهودج واحتملاه فلما وضعاه ادخل محمد يده فقالت من هذا قال أخوك محمد ، فقالت مذمم ، قال يا أخيه هل أصابك شئ قالت ما أنت من ذاك قال فمن إذا ؟ الضلال وقالت بل الهداة .

وقيل إنها لما سألته قال أخوك البر قالت عقوق ، وامر علي (عليه السلام) بالجمل ان يحرق ثم يذرى في الريح وقال لعنه الله من دابة فما أشبهه بعجل بني إسرائيل ، وقرأ : {وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا} [طه: 97] , وامر نفرا ان يحملوا الهودج من بين القتلى وانه كالقنفذ لما فيه من السهام وأمر أخاها محمد بن أبي بكر ان يضرب عليها قبة فلما كان الليل ادخلها البصرة فانزلها في دار عبد الله بن خلف الخزاعي وهي أعظم دار بالبصرة وكان علي (عليه السلام) يقول ذلك اليوم بعد الفراع من القتال :

إليك أشكو عجري وبجيري * ومعشرا أغشوا علي بصري

قتلت منهم مضري بمضري * شفيت نفسي وقتلت معشري




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






موكب أهالي كربلاء يهدي ممثل المرجعية العليا درعا تثمينا للمساهمات الفاعلة والمساندة لإنجاح الفعاليات التي يقيمها خلال المناسبات الدينية
مراحل متقدمة من الإنجاز يشهدها مشروع مركز الشلل الدماغي في بابل
الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة: يجب الاهتمام بالباحثين عن العمل ومنحهم الفرص المناسبة عبر الاهتمام بقدراتهم ومؤهلاتهم وإبداعاتهم
يمتد على مساحة (500) دونم ويستهدف توليد الطاقة الكهربائية.. العتبة الحسينية تعلن عن الشروع بإنشاء مشروع معمل لتدوير النفايات في كربلاء