- عن عبد الله بن يزيد بن سلام أنه سأل رسول اللہ (صلى الله عليه واله وسلم) فقال له: ... فالسبت؟ قال: «يوم مسبوت وذلك قوله عز وجل في القرآن: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق: 38] فمن الأحد إلى يوم الجمعة ستة أيام والسبت معطل» قال صدقت يا رسول الله [1] .

- عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام): «...قلت فالسبت؟ قال: سبتت الملائكة لربها يوم السبت فوجدته لم يزل واحداً» [2]

إشارة: أ: إذا غضضنا النظر عن السند فمن الضروري الالتفات إلى أن ظهور النهار والليل المصطلح عليهما حصل بعد خلق النظام الكوني؛ هذا وإن كان تحقق أصل الزمان مصاحباً للمادة والحركة والطبيعة؛ وعلى هذا الأساس فإن التسميات المختلفة للأيام جاءت بعد تحقق خلقة السماوات والأرض لا بالتقارن معها.

ب: المراد من ستة أيام، والتي غدت ظرفاً لخلقة النظام الكوني المشهود، هو ست مراحل، وليست أيام الأسبوع الستة.

ج: وفقاً لحكاية بعض المفسرين فإن تسمية العرب لأيام الأسبوع كانت بعد قصة المسيح (عليه السلام) وليست سابقة عليها [3].

د: من حيث إنَّ للملائكة سبقاً وجودياً على نظام المادة والطبيعة، فلا هم متزمنون ولا عبادتهم خاضعة لزمان معين، بل إنهم مشتغلون بعبادة الله (عز وجل) دوماً قبل الزمان وخارج نطاق المكان وهم يتولون تدبير قسم من عالم الخلقة تحت إشراف الإرادة الإلهية.

هـ: ما يقع في نشأة ما وراء الطبيعة ومن دون تزمن وتمكن له ظهور منطقة الطبيعة ويصير متزمناً ومتمكناً بما يتناسب معه، ومن هذا المنطلق فإنه من الممكن القول بالأثر الخاص للزمان المعين أو المكان الخاص؛ أي إنَّ جميع الخصوصيات المذكورة بالنسبة للأزمنة والأمكنة ليست هي بلحاظ مظروفها، أي المتزمن والمتمكن فحسب، بل إن بعضها يكون بلحاظ ذات الزمان والمكان؛ وذلك لأن للظروف أيضاً وجوداً ملكوتياً في مخزن الغيب وإن لأي منها أثره الخاص به. بطبيعة الحال من المحتمل أيضاً أن تكون خصوصية الظرف في مخزن الغيب هي ايضا بلحاظ المظروف الغيبي.